والمقصود هنا علم الشريعة، فهذا النوع من
العلم هو العلم النافع، وهو أفضل وأشرف وأجل العلوم، وما سواه من العلوم فهو تابع
له.
والسالك في هذا الطريق _طريق طلب العلم_ سالك
في طريق مبارك يحبه الله ورسوله، ويوصل صاحبه إلى مجدَيّ الدنيا والآخرة.
الخطوة الأولى: تقوية الهمة في طلب علم الكتاب والسنة:
قد جاءت الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله بفضل هذا العلم ﴿ يَرْفَعُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُم والَّذِيْنَ
أُوُتُوْا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من
سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع
أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع)، وقال صلى الله عليه وسلم (مَنْ
يُرِد الله به خيرًا؛ يُفَقِههُ فِي الدِّين).
الخطوة الثانية: شحذ الهمة بذكرصور رائعة في طلب العلم لسلف الأمة:
' قال بن
الجوزي: تأملت فوجدت العلم أشرف الأشياء، لذا فلم يحصل
إلا بالتعب والسهر وهجر اللذات والراحة. (ومن يتهيب صعود الجبال .. يعش أبد الدهر
بين الحفر).
' (ومن لم يذق مر التعلم ساعة .. تجرع ذل الجهل طول حياته).
وقد سُئل
البخاري: ما دواء النسيان؟ قال: مداومة النظر في الكتب.
الخطوة الثالثة: الأدب قبل الطلب:
هذه نصائح يجب استحضارها وقت
الطلب:
& على طالب العلم أن يستحضر الإخلاص لوجه الله تعالى.
& أن يتخلق بأدب التواضع وخفض الجناح (تزكية النفس).
& أن يكون ذا سمتٍ حسنٍ، ويتخلق بالرفق.
& أن يعتني بالقرآن عناية تامة، ويتخذ له الأوراد؛ من ذكر وصلاة وصيام.
|
كُتَيِّب:
العلم خطوة بخطوة تأليف:
عُبَيْد بن سالم العمري تلخيص/ سارة
عمر
|
& وان يختار القرين الصالح الحريص على العلم
وآدابه.
& وعليه أن يكون له عناية خاصة باقتناء الكتب.
& أن يجعل نفسه مكلًا لأخوانه.
قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم (مَنْ تَعلَّم
علمًا مما يُبتغى به وجه الله، لا يتَعلَّمه إلا ليُصيب به عرضًا من الدنيا، لم يَجد
عَرْفَ الجنةِ يوم القيامة، يعني ريْحَها)
قال
زكريا العنبري: علم بلا أدب، كنار بلا حطب، وأدب
بلا علم كروح بلا جسد.
قال
تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ
أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾
وقد قال محمد بن علي
الأصبهاني قصيدة جامعة:
اعمل بعلمك تغنم أيها الرجل لا ينفع العلم إن لم يحسن العمل
والعلم زين وتقوى الله زينته والمتقون لهم في علمهم شغل
وحجة الله يا ذا العلم بالغة لا المكر ينفع فيها لا ولا الحيل
تعلم العلم واعمل ما استطعت به لا
يلهينك عنه اللهو والجدل
وعلم الناس واقصد نفعهم أبدًا إياك إياك أن يعتادك الملل
وإن تكن بين قوم لا خلاق لهم فأمر
عليهم بمعروف إذا جهلوا
فإن عصوك فراجعهم بلا ضجر واصبر وصابر ولا يحزنك ما فعلوا
فكل شاة برجليها معلقة عليك نفسك إن جاروا وإن عدلوا
وقيل من
ضيع وقت الراحة ضيع وقت العمل.
الخطوة الرابعة: المنهجية في الطلب ضرورة:
|
كُتَيِّب:
العلم خطوة بخطوة تأليف:
عُبَيْد بن سالم العمري تلخيص/ سارة
عمر
|
الطريقة المثلى في طلب
العلم:
أن يبدأ بالقرآن الكريم.
أن يقرأ في العقيدة.
أن يتابع الفقه.
أن يطلع على التفسير وعلومه.
ومطالعة كتب الحديث وعلومه.
وأصول الفقه.
ومصطلح الحديث.
والسيرة النبوية.
وكتب التجويد.
والنحو والصرف والبلاغة.
الخطوة الخامسة: خير جليس في الزمان كتاب:
لابد لطالب العلم من مكتبة
علمية، تروي غليله وتشفي عليله، وهذه نواة مكتبة ممنهجة لطالب العلم:
مكتبة التفسير: تفسير جامع البيان للطبري./ المعجم
المفهرس لألفاظ القرآن.
مكتبة الحديث: صحيح البخاري ومسلم./ كتب السنن الأربعة./
المعجم المفهرس لألفاظ الحديث.
مكتبة العقيدة: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة./ كتاب
الإيمان لابن تيمية.
مكتبة الفقه :الهداية للمرغيناني./ المحلَّى لابن
حزم.
مكتبة أصول الفقه :الرسالة للشافعي./ الأصول من علم
الأصول لابن عثيمين.
مكتبة السير، والتراجم، والتاريخ: سير
أعلام النبلاء للذهبي./ السيرة النبوية لابن هشام.
مكتبة المعاجم، واللغة: معجم
لسان العرب لابن منظور./ شرح ابن عقيل.
مكتبة الآداب والرقائق: الزهد
والرقائق لابن المبارك./ صيد الخاطر لابن الجوزي.
مكتبة الفرق والأديان، والمذاهب: الفصل في
الملل والأهواء والنحل، لابن حزم.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق