الأربعاء، 12 أغسطس 2015

تلخيص كتاب السؤال الحائر| د.مصطفى محمود



                     الـــــســــؤال الـــــــــحــــائر
                                                      
    د / مصـطـفـــى مـحـمــــــود                                                              
يسأل الكاتب نفسه عن أسعد لحظة عاشها فى حياته فلم يجد أسعد من لحظة سجود خالصه لوجه الله سجد فيها بكل جوارحه وارتضى فيها بقضاء الله وقدرة خلع الدنيا من قلبه وأقبل به خالصاً خالياً الى الله انها لحظة تمام العبودية وليس لأحد فضل فيها انما هى اختيار الله لنا فاننا لا نعبده إلا بمعونته ولا نقبل عليه إلا بإذنه وتلك هى السعادة فكيف للناس ترك تلك الجنه ويحارب بعضهم بعضا وكيف للناس أن تكون فى منتهى النقاء والاخلاص حول الكعبة  وإذا عاد كل منهم إلى حياته ارتد إلى طبيعته الاولى .
  عـــــلى من يرفعـــون عــصــىا الشريعة
الشريعة لم تنزل لفئة معينة دون الاخرى وانما نزلت ليطبقها كل مسلم على نفسه أولاً ولكن الذى يرفع عصا الشريعة على الحكومة دون أن يرفعها على نفسه أولا لن يحقق نفعاً ولا خيراً وإنما هى فتنه ترى فيها المسلم يقتل المسلم تحت راية الشريعة والحقيقة أن الشريعة ليست قضية انفعال بل هى مطلب حقيقى يجب أن تصدق فيه النيه ولقد أعطانا الله دروساً علمنا فيها مرونة التشريع الإلهى ومناسبته لكل ظرف فقديماً لم يقطع الرسول الكريم يد سارق فى الحرب ولم يقطع عمر يداً فى مجاعة .. إنها الدراسة وحسن الفهم وهذا شرط لتطبيق الشريعة وليرفع كل منا عصا الشريعة على نفسة أولا ويطبقها فى سلوكه ليغير من نفسه وسوف يغير الله ما به ذلك وعد الله الحق الذى أمرنا بالعدل ولكنه أمرنا أيضاً بالرحمه والرحمه فوق العدل فمن أخذ بها فقد أخذ بالأحسن .
مــــن هـــو الأصـــولــى
الأصوليين هم الملتزمين حرفياً بالنصوص يسيرون على خطى النبى الكريم لا يزيدون عليه ولا ينقصون يرفضون التطوير ويحاربون المفاهيم العصرية يرون أنهم هم المسلمون بحق وأن ما سواهم ناقص فى الاسلام وهم أهل تشدد مع انفسهم وعلى غيرهم على الرغم من أن الاسلام ليس دين جمود فكيف لمن يدعى الأصولية أن يواجه التطور بالجمود فليس من المعقول أن يحارب عدوة راكباً فرساً وحاملاً سيفاً أو يسافر راكباً بغلاً أو يقضى حاجته فى الخلاء كما فعل الأوائل فمن كمال الإسلام أنه يتناسب مع مقتضيات العصر وتطوره ويأمر بالتدبر والتفهم فى كل ايه وفى قوله تعالى : " قل هاتوا برهانكم " دليل على أن الدين عقل واقتناع ومنطق لا عاطفة واستسلام أعمى والإسلام لن يضيع مع الإجتهاد والتحديث ولكنه سيتأكد أكثر بينما الجمود سيضيع الجوهر الإسلامى النفيس ويسجنه فى زنزانة التعصب  فكل ما نمر به من أحداث وجرائم مستحدثه تحتاج الى اجتهاد وفكر اسلامى نشط وسماحة خلق والسماحه هى الاسلام بعينه فالرسول الكريم لم يكن متجهماً عنيف بل كان مثالاً للحلم والصبر وسعة الصدر والاستماع للخصم والعفو عن المسئ فالأصولية ليست شعاراً بل هى سلوك وعمل وعلى المسلم أن يفكر ويجتهد كلما استجدت متغيرات لا يجد لها رداً .
  الــــفــــن حــــلال أم حــرام                                                                                                                                                   الفن هو مهارة يتميز بها الانسان وهو تجلى لاسم الله البديع فى ابداعه ولكن الإنسان الحر لم يوظف هذه المهارة فى الخير دائماً وإنما انجرف بها إلى الهوى وقد تحول الفن إلى وسيلة جهنمية لتشكيل الأجيال فأصبح سلاح قاتل ومن الخطير أن يكون حراً حريه مطلقة فلابد أن يكون هناك حق حماية من الإسفاف الذى يقدم وعلى كل فنان أن يسأل نفسه أولاً هل ما يقدمه للناس نافع ومفيد أم ضاراً بهم  .
  إلــــى أيـــن نـــســـــير                                                                                                                                                  برغم التقدم العلمى والتكنولوجى إلا أننا أصبحنا نعيش حياة بائسة ففى طريق انشغالنا بالتقدم والاختراعات خسرنا كثيراً من النبل والانسانية والمحبه والبساطة والشهامة والجمال والنظافة والشجاعة .
  فــــى أى زمــــــــان نــعــــيـــــش
إن ما يعم العالم من فوضى وتمزق هو فى الأصل من فعل أيدينا فما يحدث اليوم من فساد وحروب لن يسلم منه أحد ولكن الأمل فى القلة الصالحة الباقية والذين يعملون فى صمت لخير وتقدم هذه البشرية وبرغم كثرة المفاسد والانحرافات إلا أن الله سبحانه وتعالى يحفظ هذه الدنيا من أجل هؤلاء والفائز فقط هو من يجد لنفسه مكان وسط هذه الأقلية .
 هــــل هــــــم رجـــال أم عــــيـال                                                                                                                                        ادعت الشيوعية منذ ميلادها أنها ستتبنى التقدم العلمى والصناعى والتكنولوجى ولكنها فشلت لأنها اندفعت من نقطة صراع قهرية مالبثت أن توقفت وتقدمت عليها باقى الدولوالواقع فى هذا يعلمنا أن العلم والتكنولوجيا هو المفتاح الوحيد للتقدم والتربة الصالحه لنمو العلم هى الاستقرار والامن والديموقراطية والأهم من ذلك كله العقل البشرى الذى يصنع كل شئ ونحن يمكن أن نضيف للعلم بعداً آخر وهو الأخلاق الإيمانية الكريمة والتى تعتبر البعد المفقود فالعلم بدون اخلاق قد يتحول الى قوة مدمرة فالعلم والإيمان هما وجها الإنسان الكامل وقد يكون لدينا كل شئ ولكننا نسئ استخدامه ولا ندرك قيمته لذا كان واجباً على كل إنسان أن يبدأ بنفسه ويصلح ذاته بدلاً من إتهام الآخرين .
   مــــن هـــو بـــــوذا ؟                                                                                                                                                             هو جوتاما بوذا المعلم والحكيم الفيلسوف الذى ظهر فى سيلان منذ أكثر من ألفى عام ليدل الناس على طريق الخير والسعادة وهو الإبن المدلل لأسرة ارستقراطية ضاقت نفسه بالترف فترك قصر أبوه هائماً فى الغابات بحثاً عن الحقيقة والتى وجدها يوماً تحت ظل شجرة وهى أن السعادة الحقيقية فى قمع النفس وكبح رغباتها فإذا سكتت الرغبة فى النفس سكت اللهاث المجنون وانتهى الألم وانفتحت فى القلب أبواب الحكمة وتلك هى كانت تعاليم بوذا وقد انقسمت البوذيه فى اليابان وحدها الى ثلاث عشرة شعبه وكل شعبه لها معتقداتها المختلفة عن الأخرى وأفكار بلا عدد حتى أن بوذا نفسه لن يتعرف على البوذية اليوم ... والأمر يختلف بالنسبه للأديان السماوية فبرغم التحريف وتقادم العهد وانقسام الاديان إلى ملل إلا أن الدارس للأديان يشعر بالأرض المشتركة التى يقف عليها الأنبياء فما من ديانه سماوية إلا وكانت تحض على مكارم الاخلاق والأمر بالمعروف وقمع الشهوات وتعويد النفس على الصبر والحلم وكظم الغيظ وتحمل المكاره .
  الـخــــروج مـــن مســــتـنـقع فــرويــد                                                                                                                             يرى فرويد أن الغرائز واللاشعور والطاقة الجنسية هى الإله الحاكم والكل يعمل فى خدمته وأن جميع تصرفاتنا تتم فى جبريه وحتميه تبعاً لما ينفثه فينا اللاشعور والعقل الباطن وأن الإنسان مغلوب على أمره لا حيلة له ولا مخرج والعقل هنا هو خادم للبهيميه وأن الإحساس بالذنب والتوبة والندم هى عقد نفسيه ومظاهر للكبت وأمراض يجب التخلص منها فى حين أن الموقف الإسلامى من لنفس وأمراضها مختلفاً فلا جبرية ولا حتميه فى الإسلام فالنفس خلقها الله حرة فى إختيار الخير والشر حتى الشيطان نفسه لا يستطيع أن يقهر النفس على اختيار لا ترضاه والنفس فى الإسلام قابلة للإصلاح والتبديل والتغيير ويتم ذلك على مراحل أولاً تبدأ بالتخلى عن العادات المذمومة  بالإعتراف بالذنب والتسليم بالعيوب – ثانياً التوبة وقطع الصلة بالماضى والندم على ما فات ومراقبة النفس ومحاسبتها – ثالثاً مجاهدة الميول النفسية المريضة ومحاربتها وذلك كله لايتم إلا بطلب المدد واللجوء إلى الله والخضوع بين يديه وذروة العلاج النفسى فى الإسلام هى الذكر فبالذكر تعود الصلة بين المقطوعة بين العبد وربه ويرى الدين أن الأمراض النفسية ما هى إلا حالة غربة ومعاناه تعانيها النفس فى البعد عن الله وانقطاعها عنه فى حين أن نظرة علم النفس هى نظرة مادية محدودة فيرى العذاب النفسى ماهو إلا حرمان من اللذات المادية ولا يتصور أنه قد يكون إبتلاء وامتحان من الله ليزداد الإنسان به صلابه وقد تبين أن المريض قد ينتكس ويرتد إلى العلاج المادى مرة أخرى ولكن بالدين التغيير ممكن وقد نرى مثالاً واضحاً على ذلك فى سيدنا عمر بن الخطاب كيف كان قبل الإسلام وكيف تحول بعد الإسلام والأمثلة كثيرة فالنفس هى صنعة الله فردوا الصنعة إلى صانعها فهو وحده العليم بها والقادر على إصلاحها .
                                                                             تلـخـيــص المغيرة / نجلاء أحمد

هناك تعليق واحد: