الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

تلخيص كتاب عصر القرود

                                                          د / مصـطـفـــى مـحـمــــــود           
تلخيص المغيرة/ نجلاء أحمد                                                    
تعرض الكاتب لما نحن بصددة هذة الأيام، ففى بحث المراة عن الحرية انسلخت من إنسانيتها، بل ويرى أنها ارتدت إلى الحيوانية واختارت العبودية للحواس والغرائز،عندما ظنت أنها قد تكون مرغوبة أكثر من الرجل عندما تكشف أكبر مساحة من جسدها مستخدمة أحدث صيحات الموضة ومتخذه من ممثله سينمائيه أو راقصه مثلا أعلى لها. والأمر هنا لا ينطبق على كل الأجيال فما زال الكثير من النساء لا يخضعن لهذه العبودية، وكما زحفت الملوثات الفكرية كان هناك ملوثات مادية. متمثلة فى وسائل الحضارة المستحدثة والتى لوثت الطبيعة البكر العذراء. فكلما تقدمنا باكتشاف وسائل لإبادة الحشرات الضارة ماتت الحشرات الضارة والنافعة وخرجت منتجات الارض ملوثه، ومرض الانسان والبهائم وهكذا كلما تطورنا فى مجال زاد به التلوث، حتى جاء أخطر أنواع التلوث وهو التلوث الخلقى والذى انتشر بالوسائل الإعلامية كما أن تكرار حالات فك الإرتباط فى الحب الحديث ماهو إلا دليل على أن الوفاء أصبح ظاهرة خرافية كلما توغلنا فى التقدم والمدنية. على الرغم من وجودة وانتشارة فى البدو والصعيد والارياف.
 وبالرغم مما نقدمه للحب من قدسية وإجلال ونوفر له كل سبل الراحة إلا انه دائماً مرتبط بالألم، ذلك لأن الحب اصبح مرتبط  بالرغبه فهما قرينان، والرغبة بطبيعتها عنف وامتلاك وتسلط . فأصبح الحب يتضمن قسوة خفية ، فالحب لا يظل حباً صافياً شفافاً، ولكنه لا يلبث أن يتحول الى جزأ آخر من ثالوث (الحب، الجنس،القسوة) ولا ينفك أبداً عنه حتى يقضى عليه بالإحباط وخيبة الامل.
 لذا فإن البيوت التى تبنى على الحب فقط ليس لها أساس متين, إنما الرحمة والمودة هما مفتاح البيوت , فالحيوانات تمارس الحب وتتبادل الغزل ولكن الإنسان وحده هو الذى يمتاز بالمودة والرحمة والرأفة، والرحمة أعمق وأطهر وأصفى من الحب فكلنا قادرون على الحب قليل منا قادرون على الرحمة.
 وقد نتعجب عندما نرى الدين يصف الصبوه والميل إلى النساء جهلاً, فالجهل هنا ليس جهل بالعلم ولا بالشرع وانما الجهل المقصود هنا هو الجهل بروح الشريعة وحكمتها ومقصودها أى جهل بروح الامر،
        فكل من يرتبط بغير الله يهلك وكل حب لغير الله هو حب هالك.
وفى الحب يبحث الرجل عن المراة الفاضلة وفى ذلك يقول سيدنا سليمان عليه السلام : إمراة فاضلة من يدلني عليها .. إنها أثمن من كل ما في الأرض من ماس ولآلئ.. فتشت في الألف امرأة فلم أجدها  فالمرأة الفاضلة هى الشخصية النورانية التى تجمع بين الحب والرحمه فهى نادرة الوجود حقاً ولكن : "حاولوا أن تكونوا فضلاء أولا قبل أن تفتشوا عن المرأة الفاضلة.. فالثِّمار لا يمكن أن تظهر إلا أذا ظهرت الزهور أولا.. ولتجد إمراة كخديجة لا بُدَّ أن تكون رجلاً كمحمد"
إن ما يحدث اليوم من استغلال لجسد المرأة سواء فى الأغانى أو الإعلانات ما هو إلا عودة إلى الجاهليه ، إنه الوثنيه الجديدة التى تقدس جسد المرأة وتستغله أسوأ استغلال، وان أبلغ الأحاديث الدينية لا تصمد أمام هذا الهجوم الحاشد على الحواس الإنسانية ,
لقد أصبحت العلاقات بين الجنسين تفتقر إلى الإنسانية والقيم والمبادئ بعد أن اصبحت اللذة تقدم فى قالب سهل .
ويأتى التساؤل : هل نحن فى آخر الزمن ؟                           
فكما عجلة التطور تتسارع مع مرور الزمن، تتسارع عجلة النسل والتكاثر بلا ضابط وفى خلال سنوات يتضاعف عدد السكان عدة أضعاف ويوما ما ستضيق بنا الأرض ، وسنتقاتل عليها بانياب ذرية ومخالب ألكترونية ، ومع زيادة القدرة العلمية ونقص الخير فى النفوس وتدهور الاخلاق ، هناك ما يشير إلى ختام سريع للحياة البشرية على الأرض .
فنحن لم نعد نعلم أسباب الغل والحقد الذى أصبحت تطفح به النفوس فى عصر الألكترونيات والتقدم العلمى، وكيف تحول يسر العيش إلى عسراً ونقمه !! وكيف تحول العلم والتقدم إلى جاهلية وقساوة !!
لقد غزت الحضارة المادية القلوب والنفوس أيضاً ، فأتلفت حتى أهل الدين واصبح جنون المكاسب وراء الزحام والتدافع بالأكتاف والاستهانه بكل عرف وخلق، وبالطبع فإن اجهزة الإعلام تسهم بأكبر نصيب فى هذا الجوع المادى .
وعلينا أن نعلم جميعاً أن حتى الحب والتغزل فى محاسن المراة ماهو إلا حب وإعجاب وغزل لخلق وإبداع الله ، صنع الله الذى أتقن كل شئ ، فهو الأحق أن نهيم به حباً وعشقاً، ان أسمى الحب بلا شك هو حب الله ، أما عن حب البشر فإن له شروط لابد أن تحرص عليها، لكى يدوم حبك لشخص احترم خصوصيته ولا تنتهكها ، وأعلم ان لكل شخص سر بينه وبين ربه لا يطلع عليه إلا ربه ،
واجعل مسافة بينك وبين من تحب تلك المسافة تسمى احترام . احترام كل واحد سر الآخر ، احترام خصوصيته وخلوته وصمته ، واذا أردت أن تكون عزيزاً عند من تحب ... كن عزيزاً ، فالشيوع والإنكشاف من صفات الابتذال ، فالحب قرب وليس اقتحام ، الحب عطاء اختيارى حر ، وليس مصادرة قهرية واغتصاباً ،
                                        ففى هذه الحرية جوهر الحب .


هناك تعليقان (2):

  1. تخبيص
    الحب والتغرل في محاسن المرأة باسم التأمل في عظمة خلق الله يفتح باب شر ...
    لكل منصف
    فهل تحب أن يتأمل احدهم بأختك أو زوجتك أو بنتك تحت مسمى التأمل في خلق الله
    غريب.....

    ردحذف
    الردود
    1. التأمل من ناحية منظور الرجل الي المرأة بمعني إذا كانت تتقدم أمامه وهو يراها متحجبة ذو خلق عظيم فهو يتأمل بأخلاقها الحسنه ليست النواية السيئة

      حذف