كتاب " الأمتنان أسلوب حياة "
للكاتبة : لويز هاى
تلخيص المغيرة : نيرمين رضا
" ان الحياة هى نظام ملئ بالخيرات و هذه
الحياة فى انتظارنا من أجل أن نتوافق مع جوانبها المختلفة " عبارة أستوقفتنى كثيرا
فنحن لا نرى من الحياة الا النمط السريع و كثرة الأماكن التى يذهب اليها الناس و
كثرة البشر أنفسهم و وجود الكثير من المشاكل التى تحتاج الى الحلول و العديد من
النزاعات التى تحدث يوميا و تحتاج الى اتخاذ قرار بشانها ...
هل نحن من نرى الحياة من منظور واحد فقط
,الحياة المليئة بالمشاكل و الصراعات و السلبيات .. نعم حقا هو كذلك ان السر فى
هذه الحياة لكى تستطيع أن تنعم بكل ما فيها و تشعر بالسعادة هو يكمن فى كلمة واحدة
هى الأمتنان ..
ان الحياة هى هبه من الله عز وجل فيجب ان
نحمد الله الذى خلق لنا عالما غاية فى الأعجاز و امكانيات لا حدود لها فيجب علينا
ان نشعر بالنعم فى كل نفس يخرج من صدورنا .ان الأمتنان هو مفتاح السكينة و الفرح و
الأختيار السليم..
انها الكيمياء الربانية التى بين الأمتنان و
الحياة السعيدة فعندما نقول نعم الحياة و نقبل عليها تقول هى الاخرى نعم..
ماذا يحدث لو أختلفت نظرتنا للحياة فمن السخط
و اليأس الى الرضا و التقدير و الأمتنان ؟
ربما يكون من السهل ان ترى الأمور السيئة قبل
الحسنة و لكن تذكر ان التفكير السلبى يضعف من ثقتك بنفسك و يجعل الأمور السيئة
تبدو اسوأ فمن الأفضل أن تفتح عقلك و قلبك الى الأمور الحسنة التى قد تحدث بدلا من
التفكير بسلبية ..
يمكننا النظر الى اى تجربة نمر بها فى حياتنا
اما بعين النقص او بعين الرضا, فالخوف و السلبية يجعلك ترى حدودا تحول بينك و بين
تحقيق ما تتمناه بينما يمكنك الحب و الأمتنان من ان ترى أمكانيات لتحقيق ما تتمناه
...
ان للأمتنان قوة هائلة تساعدك فى التخلص مما
يحزنك ويؤلمك ,فلا تتعامل مع الأمتنان على انه رد فعل لشئ ما او كلمة شكر تقال فى
موقف ما و لكن اجعل منه أسلوب حياة ..
من المدهش انه كلما رزقت بأى عطاء من الله او
أبتلاء ان تقول "الحمدلله" فلهذه العادة البسيطة نتائج عظيمة بعيدة
المدى لأن تركيزك على الخير يعظمه فما نحييه فى عقولنا ينعكس سريعا على سلوكنا مع
الأخرين ..
يكمن سر الأمتنان فى التحديات التى نواجهها
لأنها تساعدنا فى ان نكون أكثر قوة و أكثر تعاطفا ان شكرك لله حتى و ان كان أبتلاء
و كرب هو شئ رائع ..
ان التعبير عن الأمتنان لكل المعجزات التى
توجد فى العالم من حولك هو من أفضل الطرق التى تجعل لكل لحظة فى حياتك أهمية خاصة
و قيمة خاصة ...
يحيا الأمتنان بداخلنا من خلال مساعدة
الأخرين ففى أصعب اللحظات التى تمر بها فى حياتك ويصعب عليك تحمل اى شئ فى هذه
اللحظة تذكر أبتسامة شخص لا تعرفه قد قمت بمساعدته فى يوم من الأيام ستشعر بشئ ما
بداخلك يمكنه ان يهون عليك هذه الحظات وترى نفسك تبتسم و ممتن لهذه اللحظة ...
الأمتنان يغير نظرتنا لحياتنا ولأنفسنا فيجب
أن نشعر بالثقة فى أنفسنا وفى قدرتنا على اننا نستطيع التأثير ايجابيا فى بيئتنا و
فى عالمنا فينتهى الشعور بالأحباط و يتحول الى أمل جديد ...
ان القلب الممتن يستطيع ان يرى الجانب الجيد
فى كل موقف وكل شخص يراه فى حياته, فلا تقسو على نفسك اذا تعاملت مع أشخاص لا
تستحق بالعكس كن ممتنا لهم فقد تعلمت من هذه العلاقة دروس تستفيد منها فى باقى
حياتك..
ان أختياراتنا تحدد لنا دائما الطريقة التى
نعيش بها حياتنا فاذا أخترنا الحفاظ على الأمتنان سوف نعيش حياة ناجحة و صحية و
سعيدة..
أحيانا تكون النعم داخل البلاء ولكننا ننظر
الى الظاهر فقط ولو أدركنا ان بداخل كل محنة منحة ودرس من الله لنا سوف تصبح
حياتنا أكثر هدوءا ولو أدركنا ان عندما نسير فى طريق الحياة و نحن نقول "الحمدلله"
بقلوبنا و عقولنا وبألسنتنا فكن على يقين ان مهما كان الخوف الذى يكمن بداخلنا
فانه يختفى و يظهر نقاء الحب و هذا هو الأمتنان لله لنجعل من الحمد منهجا لحياتنا
...
تذكر دائما انه اذا كنت تشعر بالأمتنان لما
لديك سيعطيك الله ما تحتاجه و أكثر..
الأمتنان هو القوة المغناطيسية التى تجذبنا
الى الأحداث السعيدة و الأشخاص السعداء المختلفون و تجذب الى الأمكانيات الخفية فى
الحياة.. فالأمتنان هو أحد أهم الأسرار لحياة مليئة بالأنجازات و تحقيق الذات..
ان الشعور بالأمتنان لدروس الحياة و تحدياتها
هو بالفعل الطريق للتأقلم مع الحياة بشرط ان يكون الأمتنان نابعا من داخل قلوبنا
فهو يجعلنا أقرب الى التواصل مع أنفسنا كما ان هذا الشعور يذكرنا اننا جميعا جزء
من الكون العظيم و اننا نقوم برحلة روحية سنعود بعدها الى خالقنا مرة أخرى..
ان حقيقة كونك حيا و لديك فرصة كل يوم لتبدأ
من جديد هى هبه من الله عزوجل فكل يوم جديد ملئ بالتحديات و الأمكانيات و الفرص و
الأنجازات فكن ممتنا لخالقك على هذه النعمة..
ما أجمل الأستيقاظ كل صباح ومع أول نفس يخرج
منك تقول "الحمدلله" أجعلها أول كلمة فى يومك فهذا يسمح لك ان تشعر بأنك
قريب من الله و تملأ قلبك بالحب و الأمتنان لأنك فى هذا المكان و أنك تشارك فى هذا
الكون الزاخر بالنعم ..
عندما نحيا بقلوب يملؤها الأمتنان فلا يمكن
للخوف ان يأتى و سينتهى الشعور بالذنب ولن يوجد سوى الأمان و الحب و التسامح و
التفاهم...ما أجمل من ان نجعل من الأمتنان عادة و أسلوب حياة...
تذكر أنك تصنع تجربتك الخاصة بك والأختيار لك
فأجعلها مليئة بالأحترام و التقدير و الأمتنان سوف تحيا حياة مختلفة بمنظور مختلف
مليئة بالحب و التسامح و السعادة ..
عامل نفسك دائما على أنك نفيس و لا تقدر بثمن
وتستحق الحب و الأمتنان ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق