الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

مُلخَص كتاب فى الحب والحياة | مصطفى محمود



                     فى الحــب والــحــيـــــــاة

                                                          د / مصـطـفـــى مـحـمــــــود                                                               أسرار الشـعـــور
يستهل الكاتب كتابه بشرح العلاقه بين الرجل والمرأة والتى قد تكون متقلبة الى حد ما فهى تكون فى أوج نشاطها خلال فترة التعارف والخطوبة ثم الزواج وشهر العسل وبعد ذلك يبدأ التعود الناتج عن سير الحياه فى هدوء وانتظام الذى يؤدى الى فتور العلاقة بينهما مع الوقت ولكن اذا حدث بينهما خلاف وأوشكا على هاوية الطلاق تعود لحظات الشغف بعنف مرة اخرى ولهذا ينصح الكاتب كلا من الزوجين بالتغير والتحول فى العلاقة ما بين الإقبال والإدبار فهذا يجعل قلب كلا منهما مشتعلاً متشوقاً للآخر ويرى الكاتب أن الزواج فى الماضى لم يكن يحتاج كل هذا الجهد للحفاظ عليه فقد كانت الزوجة ترضى بالزوج على انه قسمة ونصيب وتحبه كما أمرها الله .. والرجل يتزوج ليعيش وكان الزواج ينجح لأنه مدعم بإرادة الهيه أقوى من الحب , أما الآن فالمرأة تعلمت وتثقفت وقرات وتطلب من زوجها باستمرار اثبات حبه لها ولينجح الحب يجب أن يكون الزوج بهلواناً والزوجة بهلوانه .. ليضع الاثنان الشطة فى فطيرة الحب كل يوم .
  ديكولتيــه
ويرى الكاتب أن المرأة عمليه جداً وواقعية جداً وفى الغالب لا تهتم بالقضايا وبالطبع هناك استثناءات قليلة كان لها دور فى الفن والفكر والسياسة ولكن الغالبية ترى أن بيتها هو العالم وأبناءها هم الإنسانية ,, ويرى الكاتب ان قد تنفعل اكثر بالذهب والألماظ وهذا لا يعنى ان تلك صفات أساسية فيها ولكنها نشات نتيجة عزلتها وانفصالها عن المشاركة العامة فى المجتمع فترة طويلة بناءاً على تحكم وتسلط الرجل الذى كان يرى ان المراة للمطبخ والرجل للمجتمع مما أدى الى حدوث ثغرة بين تفكير الرجال والنساء والخلاف بينهما ينشأ على اهداف لا يلتقون فيها والحل الحقيقى لهذه الثغرة هو الزمن .
أحبك أكرهك                                                                                                                           و لا فرق بين الحب والكراهية  فكلاهما يؤدى إلى فوران الدم وتمزيق الأعصاب ولكن الكراهية تكلف أكثر من الحب لأنها احساس غير طبيعى مثل حركة الأجسام ضد الجاذبية الأرضية تحتاج إلى مجهود أكبر وإن تحول الحب الملتهب الى كراهية ملتهبة انما هو يكشف عن بخل وشح شديدين , فالحب هنا لم يكن حباً وانما كان انانية وحب للذات , والغرام هنا كان غرامها بنفسها وتلذذها بما يرضيها , ومشاعر الكراهية والغيرة والانتقام هى عواطف شريرة تنبع من الانانية ولكنها لا تدوم طويلاً فهى تحرق نفسها مع الزمن من فرط العذاب ثم تدرك فى النهاية بعد أن تهدأ .. طبيعة الناس وطبيعة الأشياء , ثم ياتى الحب الثانى ويكون اعمق وأرقى من الحب الاول والحب الثالث أعمق من الحب الثانى , وآخر حب هو أعمق حب فالفتاة فيه تحب رجلها بكل خبراتها وبكل تطورها , وليس صحيحاً أن اول حب هو أعظم حب بل هو أصغر حب وأكبر غلطة قد يرتكبها الرجل أن يتزوج أول حب  .
  أحــبـك                                                                                                                             أحبك هى الكلمة الوحيدة التى يفضل فيها شخص بعينه ويطلبه بالإسم .. هى الكلمة الوحيدة التى تعبر عن حريته ومزاجة  الرجل فى حبه الاول يكون أفلاطونياً وفى حبه الثانى يكون شهوانياً أما فى حبه الثالث فهو عطوفاً حنوناً وهو فى هذه المرحلة يكون أحسن حبيب وأحسن زوج .
  الصــداقــة                                                                                                                    الصداقة بين الرجل والمرأة هى أمر لم يكن موجوداً من قبل أما الآن نتيجة نزول المرأة الى الشارع للدراسة والعمل بدأ ينشا نوع جديد من العلاقات بين الرجل والمرأة ولكنها علاقة هزيلة ليست فى جدية صداقة الرجل بالرجل ولا كغرام الرجل بالمرأة
  حــريــة الــزوجــات                                                                                                                الحرية هى أحلى أمل فى الدنيا لكل إنسان مع ذلك فإن الحرية وحدها لا تسعد الإنسان إن لم يكن معها هدف تنشغل بتحقيقة  وقدرة على تحمل المسئولية وقد يفضل البعض الموت فى بساطة عن حرية تضعه فى مفترق الطرق ليقرر ويتحمل مسئولية اتخاذ القرارات فالحرية دون أهداف هى عبء ثقيل  .. الحرية ليست ترفاً وليست هدية يقدمها الزوج لزوجتة انها لعنة حين يقدمها ومعها شهادة إعفاء من العمل والمسئولية والزوجة التى تبحث عن الحرية ولا تبحث عن عمل لهذه الحرية فهى لا تستحقها أبداً – إن حرية الرجل الذى الذى عاش محسوداً عليها من المرأة لم تكن غير ذات معنى ولم تكن هدية وإنما كانت عملا وانشغالاً ومسئولية .. وهذا هو المعنى الحقيقى للحرية .
   نـصــيـحة لــكـل امـــرأة                                                                                                         المراة قديما لم تكن بحاجة الى جذب الرجل فهو دائما مجذوب من تلقاء نفسه ذلك لان المرأة كانت شيئاً شحيحاً نادراً لا يظهر ولم يستطع الوصول اليها إلا بالزواج .. ثم خرجت المرأة الى الشارع إلى العمل والمدارس والجامعات وأصبح الوصول إليها سهلاً بحجة الحرية  .. ونتيجة ذلك فقد بدأ الرجل يشبع من رؤية المرأة الأمر الذى أبعد فكرة الزواج من ذهن الشباب شيئاً فشيئاً فأصبحت المراة تكف عن التمنع التقليدى وتتساهل لكى تحصل على زوج مناسب واصبح الرجل هو الذى يتمنع  وأصبح على المراة أن تكف عن الاعتقاد أن جمالها هو الوسيلة الوحيدة لجذب الرجل .. عليها أن تكون ذات قيمة فى نفسها وتكون على قدر عالى من الذكاء والتعلم وأحياناً قد يتطلب الامر أن تكون ذات ثراء ومركز وأهمية واسم ونفوذ تماماً كما كانت تطلب المرأة من الرجل زمان ... المرأة الآن أصبح مشوارها أطول .
   جــدا جــدا                                                                                                                         كما فى الحب كما فى كل شئ إذا الشئ زاد عن حده انقلب إلى ضده إن القليل الذى يسعدك وتحبه أفضل من الكثير الذى لا تحبه ... القليل يحرك الشهية ويحفز للعمل وفى العمل ينسى الإنسان نفسه وهذا هو فى الواقع منتهى السعادة  والذى لديه الكثير هو فى الواقع يخسر من روحه بقدر ما يكسب من أرصدة والذى يملك القليل من كل شئ هو الذى يملك الدافع والامل والحافز والإمكانيات , والدوافع هى الحياة .. هى حرارة الحياة وهى الرصيد الذى على اساسة يتم تقييم سعادتنا ودوافع الانسان تبين حقيقته .. عندك دوافع معناها عندك روح عندك أمل طموح حب شغف رغبة شهية .. كل وسائل السعادة .
   الـجـنــس اللـطــيــف                                                                                                             المراة كما هى جنة وسعادة وراحة ونعمة الهيه إلا انها أيضاً جحيم وعذاب وغلب أزلى وأنك لن تعرف المراة أبداً إلا إذا عرفت وجهيها وليس الحب وحدة هو الذى يربط الرجل بالمرأة كما أن هناك محاولات متبادلة للاحتكار ووضع اليد من كلاً من الطرفين على جسم وعقل وعواطف الطرف الآخر الأمر الذى يحول العلاقة بينهما إلى امر معقد .
   مــــزاج                                                                                                                                            الحب عاطفة غير ديموقراطية إنه الحرية .. الحرية التى تسقط فيها الموانع وانه لو كان موضوعاً للنصح والمشورة والمنطق لأصبح موضوعا ً عادياً كالزراعه والصناعة والتجارة .. فالحب ليس له صورة محددة نعرفة بها إنه مرآة المزاج , والمزاج متقلب مع العمر وله فصول - المزاج هو الحرية - إنه المجال الوحيد لحرية نفوسنا المحاصرة بالواجبات والإلتزامات ولا شئ يساوى المزاج كما لاشىء يساوى الحرية  .. إنه نقطة ضعفنا جميعاً لأنه الثغرة التى لا يحرسها العقل.
  خنزير طيب جدا                                                                                                                    الإنسان أصبح مشغولاً ببطنه ينفق الوقت فى التصنيف والتأليف ليُشبع شهوة لن تشبع أبداً وأنه اصبح مستهلك يأخذ ولا يعطى وإنه لن يجد حتى الوقت كى يعطى فالعطاء والانتاج يحتاج الى الوقت والتفرغ وجمع الهمه وتركيز الذهن وانقطاع القلب ..فالجوع والنهم والشره لم يبق للإنسان عقل يفكر أو يتأمل فهو يأكل حتى يشبع ويشرب حتى الانفجار ثم يتمدد ليصحوا سعراناً من جديد ونتيجة الشبع والنوم هى البلاده والقسوة فترى ذلك الخنزير الشبعان يمر بجواره جوعان عريان فلا يشعر به لانه مشغول بما يتجدد من شهواته كل لحظة وينتهى به العمر دون جدوى دون ان يسال نفسة سؤالا واحداً بسيطاً .... لماذا أنا هنا ؟
لــغـز الـصـحــة والـمــرض                                                                                                        من يقرأ أن المسيح كان يشفى الأمراض بالحب فإن هذا ليس فيه مبالغة بل هى حقيقة علمية فالحقد والحسد والبغضاء ترفع ضغط الدم وتحدث جفافاً واضطرابات فى الغدد الصماء وعليك أن تجرب ألا تشمت ولا تكره ولا تغضب ولا تحقد ولاتحسد وسوف تلمس بنفسك أنك يمكن أن تشفى من أمراضك بالفعل ولكنها تجربة شاقة تحتاج منك مجاهدة مستمرة مع النفس وبما أن أشق الحروب هى حرب الانسان مع نفسه فالانتصار على الأنانية ليست معركة يوم ولكنها معركة عمر وحياة ولكن ثمارها تستحق كفاح العمر ... فالبحب يحل الإنسجام والنظام فى الجسد وما الصحة الا حالة انسجام تام ونظام فى الجسد وإذا كان الحب لم يشفى أحداً الى الآن فذلك لأننا لم نتعلم بعد كيف نحب , أن تحب شخصاً وتنتحر من أجلة أو تقتل أو تختلس فهذا ليس حباً .. إن الحب هو أن تحب الكل , أن تنظر لكل طفل على أنه ابنك وكل كهل على أنه أبوك , أن يكون حبك لشخص سبباً لكى تحب العالم من أجلة وتأخذه بالحضن أيضاً وهناك حقيقة علمية أننا لانمرض جميعاً إذا تعرضنا لنفس الميكروب ( كالسل مثلا ) لأن بعضنا يقاوم وبعضنا لا يقاوم والمقاومة ما هى إلا حالة العمل بانسجام بين كل الخلايا والغدد والأعصاب , أى انها حالة نفسية كما أنها حالة جسدية .... فالنفس قد تكون احياناً أخبث من الميكروب .
   حـينما يـقـــع الـمـحـظــــور                                                                                                                ما يحدث لنا من جرائم وحوادث قتل ليس غريب علينا ولا أن الظروف هى التى تدفعنا إلى فعلة لأن كل واحد يحدث له الحوادث التى على شاكلتة وشاكلة نفسيته وان الله حينما يسوقنا إلى قدر هو فى الحقيقة يسوقنا إلى نفوسنا , وأن هذا القدر حينما يقع لا احد يفرضه علينا وانما نحن من نختاره فبذور الاجرام تكون موجوده بالفعل وكل ما تفعله الصدفه انها تعطى الفرصه والظروف المناسبه لهذه البذور أن تظهر على أبشع حقيقتها .
  مـشــــروع جــريـمــــة                                                                                                        الإنسان ليس عبداً للظروف أو انه مسير لا اختيار له فالفقر والجهل والمرض والتربية السيئة لا تحتم الفشل بل هى احيانا تؤدى الى النبوغ والعبقرية وأن العامل الحاسم هو دائما الظرف الداخلى .. أى الانسان نفسه وقد يتعثر بحفر تتجمع فيها الظروف والفقر والجهل والمرض والأبواب المغلقة ولكن دائما يد الله تمتد اليه بحبل الحرية ممدود فى نفسه .. يستطيع أن يلوذ به دائما ولكنه عادة لا يراه .. هناك دائما حل , هناك مخرج طالما أن هناك إيمان وحينما تنسد كل الأبواب أمامه يظل هناك باب مفتوح هو الرحمه الالهيه وحينما يصرخ من اليأس فلانه أغلق بيده هذا الباب وأعطى ظهره لربه وخالقه .
  الـمـهمــة الــغــامـضـــة                                                                                                           هل كل واحد منا جاء إلى هذه الدنيا بمهمة وتكليف ورسالة عليه أن يؤديها ؟                                                    نعم , هناك مهمه ورساله وتكليف فكل منا ينزل الأرض وفى عنقه هذا التكليف وهو أن يضيف طوبه جديدة إلى القلعه الحصينه التى بنتها الحياه لنتحصن فيها ونقود منها التاريخ .. ونحن مزودون من أجل هذه المهمه بكافة الأدوات الضرورية كالعقل والإرادة والإصرار ومزودون بتراث من العلوم والمعارف والخبرات .. نحن الوارثون لكل هذه المعارف لكى نضيف اليها ويضيف الذين يأتون من بعدنا فى سعى متصل الموت فيه لا يعنى شيئاً ولا يؤدى إلى انقطاع وكأن الإنسانية كلها مخلوق واحد .. فالحياة ليست عشواء ولا مصادفات ولا عبث والكون ليس حركة بلا وجهه , انما الحياه نظام محكم له غايات واننا كالجيش لنا مسيرة ومخطط قد لا نعرفه ولكننا مؤمنون به ومنتهى الشرف أن يبذل الإنسان كل جهده ليعرف نفسه ويدرك ربه ومن ثم عبادته ..... وهل بعد الله هدف ؟
                                                                           المغيرة / نجلاء أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق