يبدا الكتاب بقصة الفيل نيلسون الذى وقع فى الأسر وعمره شهران وبيع لرجل
ثرى يملك حديقة حيوان متكاملة وقد قام المالك الجديد بحيلة استطاع من خلالها برمجة
الفيل على تقبل الأسر فقام بربط قدمه بسلسله حديديه قوية وفى نهايتها كرة مصنوعه
من الحديد الصلب فى البداية عزم الفيل على تحرير نفسه ولكنه كلما حاول ان يتحرك
ويشد السلسلة الحديدية احس بألم شديدوبعد عدة محاولات تعب ونام وهكذا كرر ما فعله
عدة ايام حتى شعر بالياس ولم يعد يحاول فقام المالك باستبدال الكرة الحديدية بأخرى
من الخشب وفى يوم زار الحديقة طفل صغيروتعجب كيف لا يخلص الفيل نفسه من الأسرفما
كان من المالك لا أنه قال : " بالطبع ان الفيل نيلسون قوى جدا ويستطيع
تخليص نفسه من الأسر فى أى وقت وأنا أيضا أعرف هذا ولكن الأهم ان الفيل لا يعرف
ذلك ولا يعلم مدى قوته الذاتيه " وللقصه رساله مهمه هى أن معظم الناس يبرمجون
منذ الصغر على أن يتصرفوا بطريقه معينه ويعتقدون اعتقادات معينه تماما مثل الفيل
نيلسون فأصبحوا سجناء برمجتهم ومعتقداتهم لكن حقيقة الامر اننا نستطيع تغيير هذه
البرمجه واستبدالها باخرى تساعدنا على العيش بسعاده ولكى يحدث هذا لا بد ان تقرر
أن تتغير اى يكون لديك القدرة على التحكم فى ذاتك ولتحقيق ذلك امامك خمس خطوات
هامه :
أولا التحدث مع الذات أو البرمجه الذاتيه
نحن بطبيعتنا كبشر نتحدث كثيرا الى انفسنا ونتوقع السلبيات متأثرين فى ذلك
بعدة مصادر منها الوالدان فقد يقضى البعض منا حياته يستقبل عبارات سلبيه مثل انت كسلان ...
انت غير منظم ...انت فاشل ...الخ وكلها
رسائل سلبيه قد تدهش ان آبائنا لم يكونوا سيئين ولكن لم يكونوا على دراية بأى
طريقه اخرى أفضل فقد نشئوا وبرمجوا بنفس الطريقة فقاموا ببرمجتنا سلبيا دون قصد
أما المصدر الثانى فهو المدرسة ووهو المصدر الرئيسى الثانى للبرمجه وقد
يكون سلبيا أو ايجابياً تبعا لما تستقبله من مدرسيك وزملائك أما المصدر الثالث فهم
الأصدقاء وهم يؤثرون على بعضهم البعض بطريقة جوهرية وقد تكون بطريقه سلبيه
الشائع منها التدخين وشرب الخمر او ادمان المخدرات .... الخ أما المصدر الرابع فهو
الاعلام ولا ينكر اى منا دور الاعلام وتأثيره على كل شخص المصدر
الخامس هو أنت نفسك فمن الممكن للبرمجه
الذاتيه والتحدث مع النفس أن يجعل منك انساناً سعيداً ناجحاً أو بائساً وحيداً وللبرمجه
الذاتيه مستويات
المستوى الأول : الارهابى الداخلى وهو من اخطر المستويات فمن الممكن ان يجعلك
فاقد الامل ويشعرك بعدم الكفاءة وذلك ببعث اشارات سلبيه للعقل الباطن مثل أنا ضعيف
انا خجول انا لا استطيع انقاص وزنى .... وهكذا و باستمرارالتكرار الى ان تصبح جزأمن
اعتقاداتهم وبالتالى تؤثر على تصرفاتهم واحاسيسهم الخاصه بهم وبالعالم من حولهم
المستوى الثانى : كلمة ولكن السلبية
هذا المستوى فى التحدث مع الذات هو افضل نسبيا من المستوى الاول ففيه
الانسان يرغب فى التغيير ويضيف كلمة " ولكن " وللاسف فانها تمحو
الاشارات الايجابيه التى قبلها فوراء كلمة
"ولكن" كلمة "انا لا استطيع "
المستوى الثالث : التقبل الايجابى
وهو اقوى المستويات فى التحدث مع الذات وهو علامه على الثقه بالنفس مثلا
انا استطيع ان امتنع عن التدخين ، انا استطيع ان احقق اهدافى .... الخ كل هذه
رسائل ايجابية تدعم خطواتنا بحماس نحو تحقيق الاهداف. والتحدث مع الذات ثلاثة انواع
النوع الاول : الفكر هذا
النوع من التحدث مع الذات قوى جداً وقد يؤدى الى الاكتئاب ويؤثر سلبيا على الصحه
البدنية اذا كانت افكارك سلبيه لذا راقب افكارك لانها ستصبح افعال وراقب افعالك
لانها ستصبح عادات وعاداتك ستحدد مصيرك .
النوع الثانى : الحوار مع النفس كأن يعيد الى ذهنك شريط لجدال حدث بينك وبين
شخص ما مع اضافة عبارات كنت تتمنى لو تقولها وقت الجدال الاصلى وهذا النوع قد يولد
احاسيس سلبيه قوية .
النوع الثالث : التعبير بصراحة و الجهر بالقول
وقد يأخذ شكلين اما التحدث مع النفس بصوت مرتفع وقد يلجأ اليه الشخص
لاشعوريا للتنفيس عن نفسه الا انه يؤدى الى اضرار صحيه وقد يولد طاقة سلبيه هائله
وقد ياخذ شكل محادثه بين شخصين يقول احدهما فيها اشياء سلبيه عن نفسه فيؤثر سلبا
على الطرف الآخر ويبدأ فى تكرار نفس العبارات
ولحسن الحظ اننا يمكن ان نغير برمجتنا السلبيه واحلال
برمجة اخرى جديدة ايجابية والسبب فى ذلك هو قدرتنا على توجيه افكارنا والتحكم بها
فجميعنا متساوون فى اننا نملك 18 مليون خلية عقلية وكل مايلزمها هو التوجيه فقط
ووظيفة العقل الحاضر هو جمع المعلومات وارسالها للعقل الباطن والذى لا يعقل
الاشياء ولكنه ببساطه يخزن المعلومات ولو حدث وبرمجت رسالة ما لمرات عديدة فانها
سترسخ وتستقر فى مستوى العقل الباطن لذا عليك تكرار الرسائل الايجابية الفعالة مثل
" انا سعيد .. انا هادئ الاعصاب .. انا قوى .. انا عندى ذاكرة قوية
"
ثانيا الخطوة الثانية للتحكم فى الذات هو : الاعتقاد
وهو مولد التحكم فى الذات وهو الاساس الذى يبنى عليه كل افعالنا واهم خطوة
على طريق النجاح وقد يكون سبباً فى الفشل وهناك خمس اشكال اساسية للاعتقاد
أولاً : الاعتقاد الخاص بالذات فكيفية اعتقادك بنفسك يمكنها ان تزيد قوتك
وتساعدك فى التقدم او تكون مدمرة وتبعدك عن اهدافك
ثانيا : الاعتقاد فيما تعنية الاشياء وهو
يمثل ماتعنيه الاشياء بالنسبه لنا وكون هذا الشئ ذا اهميه بالنسبه لنا ام لا
ثالثاً : الاعتقاد فى الأسباب وهذا النوع يتناول
الدافع وراء اى موقف وما يسببه مثلا
" انا عصبى بسبب الطريقه التى نشأت عليها "
رابعا : الاعتقاد عن الماضى فالذى
حدث فى الماضى سواء كان سلبياً أو ايجابياً قد مدك بحصيلة من التجارب تئثر على
سلوكك وتتحكم بتصرفاتك فى المستقبل .
خامساً : الاعتقاد فى المستقبل قد
يكون المستقبل مشرقاً عند البعض ومظلماً عند البعض الآخر .
** ويعمل نظام الاعتقاد بكل اشكاله مع بعضه البعض واذا قمت بتغيير اى
اعتقاد سيمكن تغيير باقى الاعتقادات وتصبح اكثر سعادة وأكثر صحة .
الخطوة الثالثة على طريق التحكم بالذات : طريقة النظر
للأحداث
النظرة تجاه الاشياء هى غاية فى الاهمية وهى مفتاح السعاده لان نظرتنا تجاه
الاشياء هى اساسا نتيجة اعتقاداتنا وهى من اختيارك انت فأنت من تقرر ان تبتسم أو
تشكر الناس او تقوم بالعطاء ومساعدة الآخرين فالنظرة للأشياءهى اختيار نقوم به
ولدينا القدرة على تغييره فقط عندما نقرر ان نحرر انفسنا من سيطرة الذات ، ولكى
تكون لدينا نظرة سليمة للأشياء يجب أن نتفادى
أولاً اللـــوم : لأنك عندما تلوم الآخرين والظروف والمواقف فانك
تعطيهم قوة لقهرك يجب ان تتوقف عن لوم الاخرين وتتحمل مسئولية حياتك .
ثانياً المقارنة : ولاننا
نميل عادة الى مقارنة أنفسنا مع الآخرين على أساس الأشياء التى نفتقدها وتكون عند
الآخرين ففى هذه الحالة نكون خاسرين فإن كان لابد من المقارنة يجب أن نقارن أنفسنا
اليوم مع الحاله التى سنكون عليها فى المستقبل ونبحث عن الطريقه التى نتمكن من
خلالها تحسين ظروف حياتنا .
ثالثاً العيش فى الماضى : لانك إذا كنت تعيش فى الماضى ستكون حياتك
هكذا فى الحاضر والمستقبل وهو سبب اساسى للفشل فلابد ان تتعلم أن الماضى انتهى
للابد ويمكنك التعلم منه بهدف تحسين ظروف حياتك فى المستقبل .
رابعاً النقد : فقبل أن تقوم بتوجيه النقد لأى شخص عليك أن
تتذكر عليك ان تتذكر أن نقدك ربما يولد احاسيس سلبيه متبادلة ولكى يكون نقدك
بناءاً عليك فى كل مرة تنتقد شخصاً عليك أن تمدحه ثلاث مرات.
خامساً ظاهرة الأنا : عليك دائماً أن تقلل من استعمال كلمة أنا وكن
كريماً فى استعمال كلمة أنت
ولكى تكون نظرتك سليمة للأشياء يجب أن تبتسم كثيراًوبسهولة فالبسمة كالعدوى
تنتقل للغير بسهولة وفوائدها عظيمة عليك أن تخاطب الناس باسمائهم فإن ذلك يسعدهم
عليك أن تنصت وتعط فرصة للآخرين للكلام فلكى تكون متحدثاً لبقاً تعلم كيف تنصت .
الخطوة الرابعة على طريق التحكم فى الذات هى : العواطف
" إذا اردت أن تكون سعيداً عليك أن تتعلم كيف تتحكم فى شعورك
وتقديراتك وتأكد دائماً أن يكون كوبك خالياً فهذا هو مفتاح السعادة " وقد يعتقد البعض أن اقتناءة لشئ معين سيكون سبب
سعادته والبعض يكون ضحية الشعور بالضيق فى وقت ما أو يكون سجين لعواطف سلبية فيهرب
منها بالتدخين أو شرب المخدرات أو الاكل ..... الخ ** حقيقة الامر انه لا يمكن لاى انسان أو شئ أن
يجبرك على الإحساس بشئ دون موافقتك فأنت قبطان سفينتك والحارس على عواطفك وانت
المتحكم فيها ففى كل مرة تنتابك عواطف سلبية إسأل نفسك هل هذه العواطف مفيدة أم
ضارة ؟ هل ستساعدنى على التقدم وتحقيق اهدافى ؟ إذا كانت الاجابة بلا عليك أن
: 1-
قم بملاحظتها 2- قم
بإلغائها 3- قم بإستبدالها بأن
تتصرف فيها فوراً
الخطوة الخامسة على طريق التحكم بالذات : الســـلـوك
والسلوك معناه كيف تتصرف أو كيف لا تتصرف وهو العامل المباشر فى نجاحنا أو
فشلنا بمعنى إذا كان سلوكك إيجابياً فالنتيجة ستكون إيجابية والعكس ... وللسلوك عدة مصادر
1- المؤثرات الخارجية : فالإنسان يكتسب سلوكياته سواء كانت إيجابية أو سلبية
سواء كان عن طريق الوالدين أو عن طريق المدرسة أو الأصدقاء أو عن طريق وسائل
الاعلام .
2- التجارب والخبرات : فكل شخص يكتسب سلوك معين نتيجة تجاربة الخاصه سواء كان
ايجابى او سلبى.
3- عزة النفس : هناك تأثير كبير على سلوكك ينبع من تقديرك لنفسك وثقتك
واحترامك لها فإن شعورنا تجاه أنفسنا يؤثر بطريقة حاسمة على مظهر من مظاهر
تصرفاتنا .
4- النظرة الذاتية : الطريقة التى ترى بها نفسك والتى تكونت فى ذهنك لها
اكثر الأثر على سلوكك .
5- النتائج : اعتقادك عن نفسك يؤثر على نتائجك كما أن نتائجك أيضا تضيف الى اعتقاداتك
وتؤثر فيها والمصدران يؤثران على سلوكك فى المستقبل .
6- التفسير الشخص للمواقف : الطريقة التى تدرك بها المواقف وتفسيرها تؤثر على حكمك
عليها وبالتالى على سلوكك .
كثيرمن الناس لا يعيشون أحلامهم حيث انهم
يقيدون انفسهم بسلوكيات سلبية والتى من الممكن احداث تغييرات كبيرة فى حياتنا
وحياة الآخرين عندما نقرر تغيير سلوكنا السلبى الى سلوك إيجابى .
ألم
يحن الوقت حتى نبطل السلوك السلبى ونحولة الى سلوك إيجابى ؟ ألم يحن الوقت لان تتوقف عن الحكم على الآخرين
ونركز بدلا من ذلك على سعادتنا ؟ ألم يحن الوقت حتى
نتوقف عن رؤية انفسنا فى صورة سلبية ؟
ألم يحن الوقت لكى نحب أنفسنا ؟ أعتقد أن الوقت قد حان المغيرة/نجلاء أحمد جاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق