ويبقى التاريخ مفتوحآ
ويبقى التاريخ مفتوحآ
تأليف
تركى الحمد
تلخيص
دعـاء نـعمان
أن الإنسان كائن عجيب فهو يحتوى فى أعماقه
الكون والخلود فى أماله ولكن كل ذلك تذروه رياح التاريخ فى النهاية فلا يبقى جسم
ولا رسم اللهم الاخطوط عامة تقول إن إنسانآ كان هنا وأن التاريخ يسير دربه –
وتأملت أن هناك بليون إنسان خلقوا كل إنسان كان له ملجمته الخاصة والتى تتصارع
فيها الرغبات والأحلام والنكسات والنهوض --- بليون إنسان أتوا فجاءة وذهبوا فجاءة
!!!!
(
التاريخ والأسطورة )
الإنسان هو الكائن الوحيد الذى لديه تاريخ
لانه هو الوحيد من له ذاكرة ووعى على العكس من باقى المخلوقات فليس لها ذاكرة او
وعى كما انه هو الوحيد الذى له حضارة فهو المستفيد فى اكتساب الوعى والمعرفة وهو
أيضآ الذى يتخذ من التاريخ وسيلة لانعدام الوعى .
ولكن للاسف الانسان
هو للاسف الذى يصنع التاريخ فاحيانآ يزيف فى التاريخ وذلك عند عمليات التضخيم
والاختزال نحو أحداث أو أشخاص فيخدع نفسه ويخدع الأخرون
( هل
يمكن للتاريخ أن ينتهى )
تتعدد الأفكار فى نهاية التاريخ بتعدد
الأيدلوجيات والفلسفات المتبعة فلكل تيار وجه نظر
له بداية ونهاية ينظر من خلالها إلى التاريخ بمعنى انه عندما يتحدث عن
التاريخ فإن الذهن لا ينصرف إلى كيان موضوعى محدد .
والتاريخ بصفته
حقيقة موضوعية بحته فليس الا كمآ من معلومات محايدة الإنسان هو الذى يعطى لها
المعنى ورغم هذا الأختلاف فى معنى التاريخ فهو ما يجعل الانسان مختلفآ .
والتاريخ مسألة
مرتبطة بالوجود الإنسانى وما بقى من الإنسان على وجه الارض فإن التاريخ لا ينتهى
فنخاية التاريخ هى نهاية الإنسان مهما كان به من سلبيات وإيجابيات .
الأبطال
فلاشك أن كل بلد تعتبر بطلها الأفضل فى
العالم ولذلك فيجب أن يكون التقويم للبطل بعيدآ عن العاطفة الوطنية أو الموقف
السياسى ولذلك حاول الكاتب أن يسلط الضوء على 20 شخصية ولا يمكن أن نقول انهم
الاكثر تميزآ بل تم اختيارهم على أساس ثلاثة معايير ( شخصية البطل - طبيعة إنجازة – الظروف السائدة
)
الشخصية الأولى ( موهانداس
كارماشند غاندى )
أبلغ درس القاه " غاندى " على الإنسانية المعاصرة هو هذا الإيمان الخالص
الواثق العميق بالحرية مهما كان البغى والطغيان والقوة .
المهاتما غاندى شعر
بأن كل من هم من ( الهند ) هم من لحمه ودمه فالمهاتما غاندى تتجمع فيه كل مقايس
البطولة فى شخصيته وانجازة وظروفه المحيطه به
فكان قادرآ على فن
السياسة والسياسة لم تكن تعن له شيئآ عندما تختفى فيها الرسالة الإنسانية فالسياسة
كانت وسيلة تربوية للوصول إلى الغايات السامية حتى الإستقلال السياسى للهند الذى
كان هدفه لم يكن هدفآ بقدر ما هو كان وسيلة لاستقلال الروح عن الجسد .
فكان يذكر ( ما
الفائدة أن تربح عالمآ بأسره وتخسر نفسك )
فهذة كانت فلسفته
فكان من الممكن أن يحقق الإستقلال بشكل أسرع ولكنه كان لا يلجأ إلى ثورات العنف
والدماء فالايمان بقيم الحب والخير والحق كان أعمق لديه .
وعندما كانت تنتابه
لحظات يأس يتذكر أن لابد أن ينتصر الحق يومآ وعندما كان يلاحظ أن حركة التحرر
الهندى ستنجرف عن الطريق الذى رسمه لها فينفجر غضبآ وكان يعاقب نفسه بالصوم وكان
بذلك شعبه يعود إلى رشده وكان يردد دائمآ
( حارب عدوك بالسلاح الذى يخشاه لا بالسلاح
الذى تخشاه أنت )
وكان يرتدى الزى
الذى عُرف به طوال عمره قطعة من النسيج غزلها بنفسه على مغزله اليدوى وسأله فى يوم
صحفى إنجليزى بسخرية عن سر هذا الرداء فأجابه وهو مبتسم ( لاننى أمثل امه من
العراه والجائعين )
وقد تعرضت فلسفة
غاندى لعدة امتحانات ولكنها نجحت فى النهاية وفى عام 1948 اندلعت أعمال العنف بين
المسلمين والهندوس بعد إنقسام الهند إلى ( هندوستان وباكستان ) وكان ذلك كارثة
لغاندى وصام 121 ساعة اى 5 أيام حتى خضع الجميع لإرادته .
ولكنه أغتيل على يد
متعصب هندوسى وكانت أخر كلماته ((( يا الهى )))
الشخصية الثانية ( فلاديمير إيلتش لينين ) ثورة إلى الأبد
حينما قامت ثورة فى
1917 فى 8 أيام كانت حاسمه من تاريخ روسيا والبشرية وازاحت " نيكولاس " الثانى وكل ما ينتمى إلى القياصره وتشكلت حكومة
إنتقالية بقيادة الإشتراكى المعتدل " الكسندركيرنسكى " وكان الجميع
يتوقع تأييد " لينين " للثورة حيث انه كان يحلم بثورة خصوصآ بعد أن تم
إعدام شقيقه الأكبر وذكر انها مقدمة لثورة حقيقية لانها لا تُمثل العمال والفلاحين
بل هى ثورة برجوازية ديمقراطية ومهمتهم تفجير ثورة اشتراكية وأن الشعب لا يريد
الحرب والجوع بقدر ما هو يريد السلام والخبز .
وخلال الفترة بين
شهر 4 وشهر 11 تفاقمت الأحوال بسبب الحرب واستطاع انصار ( لينين ) أن يقوموا بثورة
جماهرية من جديد بدعوة لانها الحرب ورفع شعار الأرض لمن زرعها وأصبح سيد البلاد
بلا منازع .
ويتميز ( لينين )
هنا بإيمانه بالثورة حيث عندما كان عمره 18 عام حينما اعتقل رغم انه كان طفلا
هادئآ وكان لا يحب العلاقات الإجتماعيه ولكن كان فى هذا العام قُتل أخوه وتم القبض
عليه بتهمه الأنتماء إلى خلايا سرية وكان" لينين " من أهم انجازاته انه قام باعلان إتحاد
الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية فمن بعد ان كانت دولة على الهامش أصبحت روسيا
القوة الثانية فى العالم ومن دولة ريفية أصبحت دولة صناعية .
ولكنه رغم ذلك ورغم
توافق الظروف لصالحه الا انه ( أحب الناس كقطيع من الحيوانات لا كمجموعة البشر لقد
أشفق على الناس ولكنه لم يحترمهم – أراد أن ينقذ الناس من طغيان القيصر ولكنه زرع
بذور طغيان جديدة فإنه كان ديكتاتوريآ يحارب كل من يخالفه الرأى
الشخصية الثالثة ( فرانكلين روزفلت ) (
أحكموا عليً بعدد الأعداء الذين صنعتهم )
كان يسود فى أمريكا
النظام الرأسمالى حيث الوفرة تؤدى إلى الندرة والغنى يؤدى إلى الفقر مما أدى فى
عام 1933 إلى ركود إقتصادى وانخفض الناتج القومى وبدأت الثورة الإجتماعية تتطل
برأسها وفى نفس الوقت كان الإتحاد السوفيتى ينفذ مشروعه فى تصنيع الدولة الكبرى
وفى الوقت ذاته كانت الدولة الفاشيه انتصرت فى إيطاليا والنازية تجتاح فى المانيا
والأحزاب الشيوعية تهيمن على أوربا الغربية والشرقية .
وفى هذة الظروف تم
إنتخاب " روزفلت " حاكمآ
للولايات المتحده وكان هنا اذا تم التعامل مع الأزمة بالطرق التقليدية فحتمآ انها
ستعود مرة أخرى وفى هذة الفترة كان هناك عالم إقتصادى " جون مينارد كينز
" نشر كتابه حول نظريته فى الأقتصاد وكيفيته
فى وضع سياسة مالية تحافظ من خلالها على الأقتصاد من الإنهيار وجاءت نظريته أن
لابد إعطاء الدولة دورآ محوريآ فى التدخل فى الأقتصاد فهى ليست مجرد مراقب كما
أعطى الإهتمام للمشاكل الإجتماعية الناتجة من الأزمات الإقتصادية ، فكان يسعى إلى
الرأسمالية بوجه إنسانى فكانت فلسفته انه بالأمكان المحافظة على المنشأة الحره وفى
الوقت ذاته خدمة الإنسان ذاته .
ولكن بالطبع وجد من
يحاربه للتعارض مع مصالحهم واتهموه بالشيوعيه وانه سيدمر الولايات المتحده رغم انه
كان يخشى على الرأسمالية من الرأسمالين أنفسهم والليبرالية من الليبرالين أنفسهم .
وأستطاع أن يجعل من
الأقتصاد الأمريكى أقوى وأزهر إقتصاد فى الأرض وبالرغم من المشاركة المتاخرة فى
الحرب العالمية الأولى الا أن سياسة العزلة كانت القناعة الكاملة لكافة الأمريكين
حيث أن ما يجرى فى أوربا والعالم لا علاقة لنا به ولكنه كقائد كان له رؤية أبعد ويرى
ما لا يرونه فكان يرى ان مجريات الأمور فى العالم سزف تؤثر على أمريكا وأن سياسة
العزلة هى نوع من الهروب ، وكان لدخول أمريكا دور فى القضاء على الفاشية والنازية
وأن الإتحاد السوفيتى لولا دعم الولايات المتحده فما كانت انتصرت وأعادت أمريكا
الحياة الليبراليه فى عالم الغرب .
ومن كلماته المأثورة
( أحكموا علىً بعدد الأعداء الذين صنعتهم ) حيث انه لا يحبه أحد ولا يكره
أحد
الشخصية الرابعة ( ونستون تشرنيل ) إن لم تكن ذئبآ أكلتك الذئاب
عام 1940 وقف الزعيم
الألمانى هتلر فى البرلمان الألمانى والقى كلمة قال فيها ( هذة الساعة يملى
علىً ضميرى أن أوجه نداء إلى العقل والإدراك الحسن عند الشعب الإنجليزى فلا أراسله
كعدو منهزم يلتمس منحه لنفسه بل كمنتصر يتحدث بإسم العقل أنا لا أرى أى مبرر
لإستمرار الحرب .
ولكن " ونستون
" رئيس وزراء بريطانيا رد على هتلر وقال ليس لدى ما أقدمه سوى الدماء والدموع
والعرق وسنتقاتل برغم كل الأهوال التى سنواجها وقام بتنظيم االقوات الجوية
والبحرية للدفاع عن الجزيرة وأرسلت قوات لمجابهة قوات موسيلى وكانت هزيمة القوات
الإيطالية وكانت ضربة وجها إلى هتلر فكانت أول هزيمة له كما كان يحاول أن يجر
روسيا لفتح جبهة ضد هتلر وكان يقول ( انه مستعد أن يتحالف مع الشيطان من أجل
بلاده )
فلولا ونستون قد
كانت الأمور ليست كذلك ولا كانت اولايات المتحدة تدخلت لتصبح القوى العظمى الأن
وكانت المانيا هى سيدة أوربا .
الشخصية الخامسة (
جوزف ستالين ) ينام الذئب وعينه مفتوحه
فاذا كان " فلاديمير
لينين " هو المؤسس الأول للإتحاد
السوفياتى فإن جوزف هو المؤسس الحقيقى لهذا الإتحاد فى صورته التاريخية ، فهو وراء
إنتقال الإتحاد إلى الدرجة الثانية فى العالم وكان هدفه بناء الإشتراكية فى الداخل
والتصنيع الثقيل مهما كان الثمن .
واستطاع تحقيق
الخطوة الأولى فى تحقيق الإشتراكية إتجه إلى تطبيق سياسته فى التصنيع الثقيل ،
ولكن اتخذ حلفائه موقفآ معارضآ فى تصنيع الدولة وسياسته الإقتصاديه ولكن ستالين
قام بتصفيه الجميع بتهمة الخيانة .
ورغم تحذير " لينين
" قبل وفاته من ترهل جهاز الدولة ومن
خطر تحول الدولة الإشتراكية إلى دولة بيروقراطية وبالفعل بعدما كان ستالين حقق
الإشتراكية الا انه حولها إلى بيروقراطية فيما بعد .
ولكن رغم كل أخطائه كما
ان ضحايا ستالين من 15- 20 مليون ما بين فلاحين – عُمال السُخرة – والنعتقلين فى
السجون ،،، الا انه إستطاع تحويل روسيا إلى قوة عظمى فى السياسة الدولية وفى
التصنيع الثقيل ولو كان حلفائه إنتصروا عليه فما كان للتصنيع أن يحدث .
ولكن العجيب أن
لينين كان قد كتب وصية عن وقاحه" ستالين
" وانه كهذا وهو وقتها كان سكرتير عام فكيف إذا تولى منصب أعلى ؟؟ ولكن
السؤال هنا ؟؟؟ لماذا لينين كتب الوصية وكان بإمكانه تنفيذها هو ؟؟؟؟؟
الشخصية السادسة ( ماو زيدونغ ) من يركب البحر لا يخشى من الغرق
كانت الصين خاضعة
للهيمنة الأجنبية وكان الفساد يسود المجتمع والدولة معآ على المستوى السياسى
والإقتصادى والأخلاقى وفى عام 1985 قامت اليابان بمهاجمة الصين وهُزمت الصين هزيمة
ساحقة وانهارات جميع المؤسسات وفى مثل هذة الأوضاع كان " ماو زيدونغ "
وسرعان ما انخرط فى السياسة وقال ( بعد
انهيار الصين وتمزيقها لم يكُن هناك أمل الا بحركة بطولية يقوم بها شباب الصين
لإنقاذ الموقف ) ومن هذة القناعة تحمس ماوز لثورة وكانت بقيادة "
صن يات " والتحق بجيش الثورة حيث قضى
سنة ونصف وحدد لنفسة برنامجآ لنفسه للتثقيف الذاتى ، وقام بحملة ضد الحاكم العسكرى
، كما أسس الإتحاد العام لفلاحى الصين وكان مخالفآ للحزب
الشيوعى الذى كان يرئسه " تشين توهشيو " حيث كان هذا الحزب الشيوعى لا
يهتم بالفلاح ، كما قام بتشكيل جيشآ من الفلاحين عدده حوالى الف فرد ورغم خسارته
وخاض عدة معارك ولكنه بقى مصرآ على موقفة وبدأ بتأسيس حكومة سوفياتية فى المناطق
التى يسيطر عليها ، حتى إتسعت هذة المناطق وازداد الجيش الأحمر عددآ وقوة وما لبث
" تشين " تبين خطورة توسيع السوفيتات الشيوعية فشن حرب بارده عام 1934 . وكانت بداية ملحمة المسيرة
ومات فيها معظم من بدأ المسيرة واضطر " تشين " إلى التحالف مع الشيوعيين
لمجابهة الغزو اليابانى واستمر هذا التحالف حتى نهاية الحرب العالمية الثانية وبعد
ان انتهت الحرب العالمية وبعدها شن " شن تشيانغ " هجومآ على المناطق
الشيوعية من الشمال ولكن الجيش الأحمر وانصاره من الفلاحين ردوا بهجوم مضاد عام
1947 حتى اعلنوا الجمهورية الشعبية ، وتم اعتراف امريكى بالصين الشعبية وانها
ممثلة للصين عام 1971 ومنذ ذلك الحين أصبحت الصين من القوى السياسية المؤثرة فى
تشكيل صورة العالم فى القرن العشرين .
وكان ماو يحب
السباحة ويعوم مسافات طويلة وعندما كان رفاقه يضطربون يقول لهم " لابد
أنكم خائفون من الغرق لا تفكروا بالأمر فان تجاهلتموه فلن تغرقوا وفى اللحظة التى
تفكرون فيها بالأمر سوف تغرقون "
ولذلك فمن أهم سماته
الإقدام .
الشخصية السابعة ( أدولف هتلر ) وهم الرسالة ورسالة الوهم
فى عام 1940 بدأ
ثلاثة ملايين جندى المانى إجتياز الحدود السوفياتيه وكانت هذة هى بداية النهاية
لالمانيا وكان لدى المانيا مشروعآ هو ان تترك بريطانيا لالمانيا حرية التصرف فى
أوربا وتترك المانيا لبريطانيا امبراطوريتها العالمية ومستعمرتها ثم يتحالف
الطرفان للقضاء على روسيا ولكن لم توافق الحكومة البريطانية على هذا المشروع ،
ولكن بعد بعد غزو الإتحاد السوفيتى بـستة أسابيع عرض السفير الألمانى هذا المشروع
على السفير البريطانى .
وعندما بدأ الجيش
الالمانى يحقق الانتصارات السريعة فى أوكرانيا وروسيا ، وكان العنف سيد الموقف
وقتل الأسرى والتلذذ بعدم منحهم الطعام ورؤيتهم وهم يموتون وهذة الوحشية دفعت
المقاتلين والغير مقاتلين إلى قتال الجيش النازى مما دفع فيما بعد الغزو الألمانى
لروسيا كان نهاية الجيش الألمانى والنازيه كلها .
ولولا هذة الحماقة
من "هتلر" لربما اتخذ التاريخ المعاصر مجرى آخر وخصوصآ بعد تدخل
الولايات المتحدة الأمريكية .
كان "هتلر" لم يتعامل مع روسيا وفق
منطلقات سياسية فهو كان لديه وهم أن رقعته ستمتد على حساب روسيا واقام سلام مؤقت
مع فرنسا رغم انه كان حريص على غزوها وليس هذا كان فضلا منه بل لان نظره بدأ يجوب
نحو الشرق حيث سهول روسيا واوكرانيا وثروات الاورال فهدفه من الاحتلال كان ليس
سياسيآ على قدر ما هو إستعمارى ومستوطن ، فكان يقول أى مكسب يأتينا من الغرب قد
يزيد من سحر وجمال ما عندنا ولكن سيطرتنا على الشرق أغلى من ذلك بكثير حيث أنها
أساس وجودنا .
وكان يقول "
يجب أن يموت كل العالم إذا إستلزم الأمر كى نعيش نحن "
وفى النهاية نقول من
حسن حظ البشرية أن "هتلر" لم يكُن سياسيآ جيدآ ولم ينتصر ورغم الحرب
الشاملة وفظاعتها وتكاليفها البشرية والمادية الا انها بينت لهذة البشرية ما يمكن
أن تؤدى اليه الأفكار المتطرفة والنزعات العنصرية وأوهام العظمة وأحلام الباحثين
عن المجد على حساب الجثث .
الشخصية (8 ، 9 ،10 ) تاتشر
/ ريغان / غورباتشوف روح العصر فى ثلاثة أسماء
إذا كان النظام
الدولى فى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية مرتبط بأسماء روزفلت / نستون تشرشل
/ وجوزف ستالين ، فأيضآ فى التاريخ المعاصر لا يمكن أن نغفل مارغيت تاتشر / رونالد
ريغان / ميخائيل غورباتشوف ، وكان صعب فصلهم فكانوا يعملون فى إندماج كانهم شخص
واحد فهم إستطاعوا إنهاء الحرب الباردة بين معسكرى الشرق والغرب وتفكيك الإتحاد
السوفيتى فى الخاتمة .
"
مارغيت تاتشر " رئيسة وزراء بريطانيا كاول امرأة تصل إلى هذا المنصب وجاءت
لتغيير التفكير فى الأذهان بانه ليس مهمآ كيف تصف نفسك أو كيف يصفك الناس بقدر ما
أن المهم هو فائدة ما تطرح لعموم الناس ، وليس مهم الحزب الذى تنتمى اليه بقدر ما
تكون سير لفكرة معينة والتمحيص لهذة الفكرة .
وجاءت لاعادة ما
تملكه الدولة من منشأت إلى المجتمع عن طريق الخصخصة وبيع المنشأت فى أسواق البورصة
، وتولت منصبها بالانتخاب 12 عامآ كما إنها أثبتت إنها المرأة الحديدية وكانت تتسم
ببعد النظر والفراسة وهو الشئ الذى علها تُراهن على " غورباتشوف " من كونه
المرشح لبدء التغيير من الإتحاد السوفيتى وفى تعلييق لها عن محادثات دارت بينهما وقبل
أن يصبح سيدآ للإتحاد السوفيتى قالت عندما نهض مودعآ قالت كنت احادث الزعيم
السوفياتى المُقبل لاننى كما قُلت للصحافة اننى اكتشفت رجلا يمكن التعامل معه .
وعلى الضفة الغربية
للاطلنطى كان ريغان وكان له مفهوم إعادة التفكير فى مفهوم الدولة وجعل دور الدولة
أقل من المجتمع والإقتصاد كما أن سياسته كانت ليست إقتصادية فقط بل الخارجية
والدفاعية التى أدت فى النهاية إلى سقوط الإتحاد السوفيتى وبرغم انه كان يحاول خفق
الانفاق الحكومى قد المستطاع الا انه كان فى غاية الكرم فى الانفاق العسكرى .
الشخصية الاحدى عشر (محمد على جناح ) تحول الدين إلى قومية
قامت الهند بسلسلة
تجار نوويه ولجعلتها باكتسان والصدام النووى الذى يحدث بين الدولتين يهدد العالم
من الغناء فبرغم انهم كانوا واحد الا انهم أصبحوا أعداد .
الهند وباكستان
كانتا دولتان لهما كيان واحد وكان زعماؤها المؤسسات ينتمون فى سبيل هدف واحد ولكن
أصبح الواحد اثنان ، و" محمد على جناح " مؤسس باكستان كان قوميآ هندسيآ
ومن الصُدف أن يتوفيا فى نفس العام .
وكان " غاندى"
و" وجناح " رفيقان حتى بعد أن انضم جناح إلى الرابطة الإسلامية وكانوا
ساعين إلى استقلال الهند لمواجهة الإستعمار البريطانى .
وكان محمد على جناح
يعتبر نفسه ويعتبره الأخرون السفير الاكثر تميزآ وبروزآ لوحدة المسلمين والهندوس ،
ولم تكُن فكرة باكتسان كدولة منفصلة لمسلمى الهند قد تبلورت فى فكرة ولكنه " جناح"
كان يرى أن الاسلوب الذى يتبعه " غاندى
" فى التصدى للاستعمار غير ذى جدوى وكان يرى أن قهر العدو بالصناعة والتحديث .
وبدأ يدخل الخوف
قلبه فى إستخدام غاندى للنهج الهندوسى وأثر ذلك على مسلمى الهند الا انه كان مؤمنآ
بالوحدة الوطنية .
الا أن حدثت
الانتكاسه والصدامات بين المسلمين
والهندوس وحاول بقدر المستطاع " محمد
على جناح " الحفاظ على الرابطة حزبآ سياسيآ ومستنيرآ وان يمثل المسلمين ثلث
البرلمان ولكن فشل وبقى فى لندن فترة طويلة بعيدآ عن السياسة .
وفى عام 1935 عاد
جناح إلى الهند وترك فكرة الهند الواحدة وقال " لن أقبل بعد الان أن
يحكمنا الهندوس " وفرصتنا الوحيدة هى باكستان وأعلن لمسلمى الهند انتظروا
يوم الخلاص .
واستطاع تكوين قومية جديدة واستطاع تكوين الرابطة الاسلامية .
وظهرت دولة باكستان
وكان "محمد على جناح " بمثابة الاب لهذة الامة
الشخصية الاثنى عشر (مارتن لوثر كينغ ) إنى أحلم
هو منقذ أمريكا من رأسماليتها بالرغم من أن
الرئيس إبرهام الغى الرق فى أمريكا الا أن سود أمريكا كانوا يعاملون كالعبيد وكان
ليس لديهم أى حقوق سواء بالانتخاب أو العمل – كل هذا كان يتم فى الوقت الذى كانت
فيه الولايات المتحدة تعلن إنها زعيمة العالم الحُر .
وتنادى بالديمقراطية وحقوق الإنسان
إلى أن جاءت حادثة
أن إمرأة سوداء رفضت أن تقوم فى الأتوبيس لراكب أبيض البشرة وسُجنت ودفعت غرامة
وكانت هذة القشة التى قسمت ظهر البعير ، وقامت حركة من السود لمقاطعة المواصلات
وخاصة الأتوبيسات وأختاروا " مارتن " رئيسآ للحركة لكونه شابآ واسرته
لها إحترام من الجميع .
ولكن جاءه تهديد
لرئاسته لهذة الحركة الا انه قال لنفسه أصمُد من أجل الحق والعدالة والحقيقة وأدرك
وقتها أن مصيره مرتبط بمصير شعب كامل قُدر له أن يمثله .
وكانت بدايته أن
يحتجوا وظلوا عام ونصف مقاطعين المواصلات الا أن نجحت الحركة وبدأت المواصلات لم
تعد خاضعة للتميز العنصرى وفى خلال الفترة من 1960 إلى 1965 أصبحت الحقوق المدنية
للسود إحتلت مكانآ كبيرآ وبدأ ينتقل من ولاية إلى ولاية ، وقام بمسيرة ضخمة إلى
واشنطن حيث النصب التذكارى " لأبرهام" وقال فيها " لــدى حلــــم " لدى حلم
بانه فى يوم من الأيام سيعيش أطفالى الأربعة فى أمة لا تحكم عليها من خلال لون
بشرتهم ولكن من خلال ما يتمتعون به من مكونات الشخصية .
وكان لتلك الجهود من
طرفه تم اصدار قانون فدرالى للحقوق المدنية الذى يجعل من التميز العنصرى جريمة
فدرالية ، وتم منحه فى هذا العام فى 1964 جائزة نوبل تقديرآ لأساليبه .
وفى عام 1965 صدر
قانون حقوق الانتخاب والحقوق السياسية لهم ، وفى عام 1968 كان ينظم مسيرة إحتاججية
لجامعى القمامة وغالبيتهم من السود الا انه تم اغتياله ، وبرغم انه كان لم يسعى
إلى المجد الا ان المجد سعى له .
الشخصية الثالثة عشر (عبد العزيز آل سعود ) كان حلمآ من خيال فاستوى
كيف كان سيكون
لمنطقة الشرق الأوسط مكانآ بدون المملكة العربية السعودية فلو لم تنجح محاولة
توحيد معظم مناطق مناطق شبة الجزيرة العربية ولو لم تنجح محاولة توحيد معظم مناطق
شبة الجزيرة العربية لكانت على أى حال لن تكون ذات قيمة سياسية عالمية أو اقليمية .
وقصة تكوين المملكة
تبدأ من شاب لم يتجاوز عمره 20 عامآ تفرق من حوله جيش كبير ولم يتبقى معه سوى
حوالى 40 رجلآ وهم من كانوا خرجوا من الكويت معه ، وكان أبوه يدعوه إلى الكف عن
مغامراته العابثة وغزواته فى الصحارى وكان لا يريد أن يعصى والده ويعلم مدى صعوبة
ما يحلم به ورغم ذلك كان ليس لديه استعداد للعودة إلى الكويت وتذكر يوم خروجه
وخروج والده وأسرته من الرياض قبل عشر سنوات مطرودين لا يجدون مكانآ يلجأون اليه
غير واحة فى الكويت ، ونهض الشاب بعد طول تفكير وكان فى تصميم وأرسل لوالده أن
موعدنا سيكون فى " الرياض " وكانت البداية واستطاع توحيد شبة الجزيرة
العربية فى كيان سياسى واحد .
وتحول عبد العزيز آل سعود إلى فارس لا يقر له قرار يجوب ارجاء نجد والجزيرة
لثلاثين عامآ ويهزم عظماء الجزيرة وفرسانها وسقطت عواصم الجزيرة وامارتها وممالكها
فى يده --- حائل فى الشمال ---القطيف فى
الشرق --- وجدة فى الغرب --- وابهان فى الجنوب --- وأصبحت الرياض وحدها
عاصمة لكل الجزيرة العربية .
وكان لم يبحث عن
السلطة بقدر ما هو كان مشروع سياسى
وكان أهم ما يميزه : كان له كاريزما
وبراعة شخصية + مشروع واضح + معرفة دقيقة = النجاح
وكان يستطيع التوفيق
بين البادية والحاضرة وكان يسعى لتحويل البادية إلى حاضرة وهنا برزت فكرة الدعوة
السلفية حيث أن لا يمكن للبادية أن تستقر الا بالايمان .
كما أنه كان يعرف
حجمه وفى الوقت ذاته لا يقلل من شأن ذاته فهو إستطاع تكوين إمبراطورية أكثر من
المانيا وفرنسا وإيطاليا معآ
كما انه كان كريم
وصادق ولا يقول كل ما يعرفه ولكنه لم يتلفظ بكلمة غير صادقة ، كما انه كان رجل
عملى
الشخصية 14 ،15 ، 16 (عبد الناصر / تيتو / نهرو ) لستم وحدكم فى هذا العالم
يعتبر "جمال عبد الناصر" و" جوزف بروز تيتو" و " جواهر لال نهرو" فرضوا انفسهم كابرز شخصيات فيما بعد الحرب
العالمية الثانية فهى فترة سقوط الفاشية والنازية بالنسبة للمنتصرين وكانت فترة
سقوط الاستعمار والاستقلال والحرية لشعوب العالم الثالث ، واذا كانت الحرب انشأت
قوتين متعارضتين ( الولايات المتحدة والعالم الاول ) و ( الاتحاد السوفيتى والعالم
الثانى ) فكان لابد أن تنشأ طموحات دول جديدة ووجود صرخة جديدة تقول لهم انكم لستم
وحدكم فى هذا العالم والعالم ليس لكم وحدكم ، وكان لانجازات الثلاثة ما يكمل بعضه
لبعض ، ففى المجال الخارجى كانوا المُعبرين الأبرز عما أخذ يُعرف بحركة "عدم
الإنحياز" تلك الحركة التى كانت بدايتها فى أندونسيا فى مؤتمر ( باندونغ )
بحضور 29 دولة اسيوية وافريقية ولكن لم يتم دعوة أى دولة أوربية ولكن "
يوغسلافيا " دخلت ركنآ اساسيآ إلى جانب مصر والهند .
وكان الهدف الرئيسى
للحركة أن الدول المستقلة فى أسيا وأفريقيا ليست مجرد ساحة لحربهما الباردة وأن
مصالحها هى التى تُقرر فى النهاية ماذا تفعل فى النهاية ، وإستطاع عبد الناصرأن
يُبرم صفقة الأسلحة التشكيكية وأن يؤمم قناة السويس 1956 وأن يمول السد العالى
1958 وأن يمارس دورآ ثوريآ فى أفريقيا .
ومن خلال التناقضات بين الولايات المتحدة
والإتحاد السوفيتى استطاع " تيتو " أن يطبق التجربة الإشتراكية دون أن
يخشى أن يحدث له ما حدث للمجر عام 1956 .
واستطاع " نهرو
" الا يجعل الإتحاد السوفيتى مؤيدآ الجارة اللدودة " الصين " بل
وجعل من الإتحاد السوفيتى أداة ضغط سوفياتيه ضد الصين ، وكانت اشتراكيته تقربه من
الاتحاد السوفيتى وديمقراطيته تقربه للولايات المتحدة الا أن مشكلتها كانت عدم
تماسكها للنهاية لان الأهداف الداخلية والخارجية لهم أختلفت وكما أن كل منهم كان
يريد أن تنحاز الحركة لصالح بلده ، كما أن السياسات الداخلية كان جوهرها سياسات
إنفعالية قبل أن تكون عقلانية وذلك نتيجة لانهم جاءوا من خلال حركات ثورية ومنتمين
إلى جذور إجتماعية تنتمى إلى طبقات وسطى وكانت إنفعالاتهم دمرت أكثر ما أصلحت ورغم
كل هذا يعتبر أن بدونهم لم يكن وجود للعالم الثالث .
الشخصية 17 ، 18 ( هرتزل / بن غوريون ) لتنسى يمينى إن نسيتك يا أورشليم
فكيف كان سيكون حال
العرب والمشرق لو لم تكُن هناك إسرائيل فإنشاء دولة إسرائيل 1948 أدى إلى تغيرات
إجتماعية وثقافية والهزائم التى حدثت لهم ونتائجها الإجتماعية والثقافية والنفسية
، فأول انقلاب عسكرى فى عالم العرب وما تلاه من سلسلة انقلابات كانت تحت مبرر تحرير
فلسطين كما كانت النقطة التى صنعت جمال عبد الناصر وتنظيم الظباط الأحرار وأسطورة
الزعامة .
ودولة اسرائيل لم
تكُن لها وجود الا بوجود النمساوى " هنغارى هرتزل " الذى وضع الفكرة
والمخطط ، الروسى " حاييم وايزمان " الذى دفع بالفكرة والمخطط ، الروسى
البولندى " دايفيدين غوريون " الذى حقق الفكرة ، وبالرغم من الاختلاف
بينهم الا ان هذا لا يمس هدفهم لإنشاء دولة يهودية وبالرغم من المشاعر الرومانسية
والدينية نحو تكوين الدولة الا كان ينقصها التنظيم الفعال .
وهنا كان دور "
هرتزل " وخصوصآ بعد محاكمة الظابط اليهودى بتهمة الخيانة العظمى ودفعت به
لكتابة أشهر كتبه " الدولة اليهودية " وحاول أن يبين فى هذا الكتاب أن
اليهود فى كل العالم مجرد أتباع دين واحد يقدر ما هم أمة وقومية تعيشان فى حالة
شتات وان لهم الحق أن يكون لهم كيان قومى .
كما إنه أقام " المؤتمر المؤتمر الصهيونى
الأول " عام 1897 وانبثق منه برنامج ظل العمل به حتى 1951 بعد اصبح الدولة
اليهودية واقعآ وكانت أهم بنود البرنامج ( الاستيطان / تنظيم اليهود فى كل مكان /
العمل على خلق هوية قومية يهودية / الاتصال بصناع القرار فى العالم وعقد
الاتفاقيات معهم ) ولكنه توفى بعدها وجاء دور " حاييم " و " إيزمان
" لمواصلة جهودة وخلال هذة الفترة وحتى اندلاع الحرب العالمية ركزت على إنشاء
الشركات المصرفية للأستثمار فى فلسطين وخاصة فى مجال شراء الأراضى
وحرصوا على توطيد
العلاقة مع أصحاب النفوذ فى بريطانيا ونتج بعدها " وعد بلفور " كما أقام
" غوريون " بتأسيس قاعدة إقتصادية وعسكرية وتنظيمية وقام بتأسيس حزب " وحدة العمل "
وأسهم فى تأسيس " الإتحاد
العام للعمال " وكان يقف وراء تطوير الصناعة العسكرية الإسرائلية وكان مبدائة
" ما لا يدرك كله لا يترك كله " ومن هذا المنطلق كان قرار
التقسيم 1947 وقد تبين دهائة عام 1948 لان كان من قبل لا يتفق الكثير مع مبدائة
هذا حيث كانت ظهرت كثير من الحركات من داخل فلسطين وخارجها وخاصة الولايات المتحدة
كانوا يروا ان لابد التخلى عن شبر واحد من ارجاء اسرائيل الكبرى
الشخصية التاسعة عشر ( آيه الله الخيمينى ) وبصدرى من الأسى كربلاء
كانت الحكومات تنظر
إلى إيران على انها جزيرة من الإستقرار وسط منطقة يشوبها العنف ولذلك كانت الثورة
الإيرانية مفاجئة النصف الثانى من القرن 20 وكانت أهميتها فى كونها ثورة شعبية
وثورة دينية وخصوصآ ان الاعتقاد السائد أن الدين لم يعد عاملا فى السياسة ولكن
الثورة الايرانية أعادت الدين إلى الساحة السياسية من أوسع أبوابها .
وكان التدخل الغربى
قبل الثورة كبير فى الشئون الإيرانية وخلال حكم " محمد شاه " وحاول
وزيره " حاجى " أن يقوم بإصلاح إقتصادى ولكنه فشل وبذلك توسع النفوذ
الأجنبى وكان خلال حكم " ناصر الدين شاه " وأقام برنامجآ اصلاحيآ الا
انه أدى إلى اغراق البلاد بالديون الخارجية ، وكانت فى هذة الفترة بريطانيا سباقة
فى منح المساعدات وخصوصآ كان ذلك للحفاظ على نفوذها فى الهند وأيضآ كان لروسيا
نفوذ فى إيران وحدث صراع بين روسيا وبريطانيا إلى أن إنتهى بإتفاقية بين روسيا
وبريطانيا قُسمت مناطق النفوذ بينهما فى إيران وأفغانستان وبذلك كانت خاضعة ايران
للنفوذ الأوربى.
الا أن بسبب الفوضى
السياسية قام " رضا خان " بتنقية فرقة شكلها من الظباط الروس وحولها إلى
أقوى لاعب سياسى ومن خلال هذة الفرقة إستطاع السيطرة على الأوضاع فى إيران وبعدها
فى فى حكم " محمد رضا بهلوى " تحولت إلى إعتماد كلى فى كل شئ على
الولايات المتحدة الأمريكية
وجاء خطاب "
الخيمينى " : " جعلوا الشعب الإيرانى أكثر ذلة
من كلاب أمريكا ، إذا داس احدهم كلبآ أمريكيآ بعربيته لن سلم من العقاب ، حتى شاه
إيران لو داس كلبآ أمريكيآ لن يسلم من المساءلة ، لكن لو أن طباخآ أمريكيآ داس
الشاه فليس لأحد حق التعرض له "
وكان لذلك ردة فعل
مدنية من مختلف التيارات وخاصة المؤسسة الدينية وفى ردة الفعل نذكر 3 محطات :
المحطة الأولى أزمة
التبغ حيث قام الشاه بمنح إمتياز إحتكارى لتوزيع التبغ الإيرانى لبريطانيا
لمدة 50 عامآ وغضب ( البازار ) والمؤسسة الدينية فهذا الاحتكار معناه القضاء على
السلعة الهامة فى البازارات وحدث اضراب فى جميع البازارات وأنتهى الأمر بالغاء
الإمتياز .
والمحطة الثانية الثورة
الدستورية عندما تم إغتيال ناصر الدين شاه وكانت الثورة فبعد أزمة التبغ تأسست
عدة منظمات سرية أهمها الجمعية السرية وكان فى هذا العام ساء المحصول الزراعى
وزادت الأوبئة المتفشية وانفجرت العلاقة المتوترة بين المجتمع والسلطة مما أدى إلى
حدوث إضطرابات ونتيجة للحروب انتشرت الاحتجاجات مما أدى الأمر فى النهاية إلى
الثورة وتم افتتاح أول مجلس نيابى ولكن حدث انقلاب على انجازات الثورة وحدثت حرب
أهلية ولكن إيران لم تستقر فى ذلك الوقت الا مع " رضا شاه " وكان ذلك
بالدم والحديد
المحطة الثالثة تأميم
شركة النفط وأصبح " مصدق "
رئيسآ للوزراء الا انه سقط سريعآ نتيجة العوامل الداخلية والخارجية ، وعاد شاه
كأقوى ما يكون وأخذ ينفذ تحديث رأسمالى وتضخم الأبة العسكرية من دون أن يراعى
المجتمع ومكوناته وهنا جاء دور " آيه الله الخيمينى " وكانت الثورة
الأخيرة فى التاريخ الإيرانى وكان يمتاز بالصلابة التى لا تعرف المستحيل إلى درجة
العناد وكان يضع خطوط حمراء لنفسه والتى تحدد ما هو قابل للمساومة السياسية وما هو
غير قابل وكانت أحيانآ تُفسر تصرفاته إلى الغباء السياسى فمنذ أن تم نفيه خارج
إيران من عام 1964 حتى 1979 كان هدفه اسقاط الشاهنشاهيه برمتها على الرغم من الهدف
كان يبدو مستحيلا الا انه كان قدوته " الحسين بن على بن ابى طالب رضى الله
عنهما " وقال ليس دمنا أغلى من دم
" الحسين " الذى سال فى سبيل الإسلام ويجب أن يتم تحطيم كل قصور
الظلم الشاهنشاهيه وكانت الثورة الثورة الشعبية الدينية الاخيرة فى إيران
الشخصية العشرون ( نلسون مانديلا ) حين
يكون السجن مجدآ
رغم قضائه أغلب
سنوات حياته فى السجن الا انه كان يؤمن أن السجن سجن الامل وليس سجن الجسد ، وهو
كان دومآ يبحث عن الخير ويحاول رفع الحقد والكراهية المتراكمة من زمان لزمان وذلك
ما كان عليه الحال فى جنوب إفريقيا فكان يسير على خطى غاندى فالأفارقة السوداء
كانوا يعانون من التميز العنصرى ولم يتغير موقفه حتى بعد " مذبحة شاريفيل
" الذى كانت ضد مظاهرة سلمية من السود ولكنه بعدها قبض عليه وظل حوالى 28
عامآ غير 5 أعوام سابقة له حيث كان من زعماء " المؤتمر الوطنى الأفريقى
" وحينما رفع الخطر عنه وأطلق سراحه عام 1991 أصبح رئيسآ للمؤتمر الوطنى
الأفريقى وعام 1993 حصل على جائزة " نوبل للسلام " وأنتخب بعدها رئيس
لجنوب أفريقيا ، وكانت الرئاسة امتحانآ حقيقيآ هل سينتقم للسود فكلا لم يفعل ذلك
ولكنه عاش يناشد الديمقراطية وإمكانية التعايش السلمى للجميع .
وتكمن عظمته فى انه
لم ينتقد الرأسمالية مثلما فعل روزفلت ، ولم يجسد الشيوعية كما فعل لينين وستالين
، ولم يرسم بفرشاته خريطة الدنيا كما فعل تشرسل ، ولم يحلم بسلطة دائمة وتوسع يدوم
الف عام مثلما فعل هتلر ، ولم يؤسس دولة من العدم كما فعل محمد على جناح وعبد
العزيز آل سعود ، ولم ينه الحرب البارده كما فعل ريغان وغورباتشوف وتاتشر ولم يجعل
من الفلاح قوة كما فعل ماو زيدونغ .
فهو لم يفعل شئ سوى
انه آمن بالإنسان وكفى بذلك فخرآ ومجدآ .
تم بحمد الله